راديو فرنسا الدولي 1997

راديو فرنسا الدولي 1997‎⁨ممارسة الذبح في الإسلام⁩.png ‎⁨حقوق الإنسان بين الحضور والنسيان⁩.png

صدر في راديو فرنسا الدولي

اعترافات شابٍّ كان إرهابيًّا إسلاميًّا

(وكالة م.ف.ي) ما الذي قد يدفع مراهقًا إلى تبنّي قضية أحد أقوى الشبكات الإرهابية الإسلامية المتشدّدة؟ وهل يمكن الخروج من هذه الدوّامة دون التضحية بحياته؟ تقدّم سامة العبيدي إجابةً عن هذه الأسئلة من خلال كتاب تروي فيه مسار شقيقها الأصغر، كريم، الذي كان منضويًا في صفوف التطرّف الإسلامي والإرهاب (منشورات فلوماريون).

عندما قَبِل كريم كسر حاجز الصمت عن ماضيه، كان يدرك أنه يعرّض حياته للخطر. ومع ذلك، أراد أن يُدلي بشهادته بقلم شقيقته، ليقدّم مثالًا يحول دون تكرار ما عاشه هو نفسه، إذ انقلب مصيره رأسًا على عقب بشكلٍ يكاد يكون مفاجئًا. تستعرض ساميا العبيدي طفولة شقيقها التونسي، محاولةً فهم مسار انحراف هذا الفتى الهشّ والخجول؛ فتى أهمله أبوه وحمتْه أمّه، واسيلة، التي أرسلته إلى فرنسا سنة 1980 هربًا من تأثير إحدى شقيقاته الكُبرى التي اعتنقت الإسلام السياسي المتشدّد.

ترى واسيلة نفسها مسلمةً صالحة وتنظر بعين الرّيبة إلى هؤلاء الشباب الذين يروّجون، في نظرها، لرؤية متطرّفة للإسلام. انتقل كريم للإقامة لدى خاله في ضواحي باريس، ثم التحقت به والدته وعددٌ من إخوته وأخواته. في البداية، تأقلم كريم جيدًا مع حياته الجديدة، إلى أن حدث ما غيّر مساره.

في سبتمبر 1982، قُبل في مدرسة ثانوية جديدة، فتعرّف إلى أربعة شبّان جزائريين مشاغبين، ناقمين على العنصرية وعلى أوضاع «الأحياء» في ضواحي باريس. بدأ معهم بارتكاب مخالفات بسيطة، إلى أن تجاوز أحدهم الحدّ بارتكاب جريمة اغتصاب. كانت تلك الحادثة صدمةً هائلة لكريم لم يستطع التغلّب عليها؛ صار حائرًا. التقى في أحد أيام السبت من سنة 1983، في حيّ باربيس، أحد الناشطين المتشدّدين أثناء تظاهرة دعمٍ للثورة الإيرانية، ويبدو أن هذا الأخير أدرك حالة التخبّط التي يعيشها كريم. وجد المراهق نفسه مبهورًا بالحماس الديني وقَبِل دعوةً إلى المركز الثقافي الإيراني.

هل أدرك حينها أنّه على وشك الدخول إلى شبكة «الرسالي»، إحدى أقوى المنظّمات الأصولية؟ بفضل دعايةٍ بارعة لا تذكر الإرهاب أو العنف، بل تتحدّث عن الإرادة الإلهية والسعادة على الأرض ومجتمعٍ جديد في طريقه إلى النور، وقع هذا الشابّ الباحث عن معنى في شراك التجنيد بسرعة، ليتابع دروسًا في إيران قُدّمت له على أنها دراسةٌ دينية. وكان عمره حينها لا يتجاوز السبعة عشر عامًا.

صانع قنابل أم لوجستي؟

يقع المقرّ بالقرب من طهران، وهو في الواقع مركزٌ لتدريب «عناصر» يخوضون صراعًا هدفه النهائي إقامة «الثورة الإسلامية» على مستوى العالم وبشتى الوسائل. لم يكن كريم متحمّسًا تمامًا لأهداف «الرسالي»؛ إلا أنه، تحت تأثير غسل الدماغ الذي تعرّض له، قرّر المضيّ في تدريبه حتى النهاية. وربما إدراكًا منهم لتردّده، اختار قادة الشبكة تكليفه بمهام تنسيقٍ بدلًا من أن يكون صانع قنابل. ومع ذلك، لم يمنعه ذلك من المشاركة – وإن بشكلٍ غير مباشر – في عمليات إرهابية. وكانت مهمته الأولى، التي أتمّها بنجاح، إقناع صهره، زعيم إحدى…

Radio France internationale 1997

Radio France internationale 1997

المهارات

نُشِر في

5 فبراير، 2025

تقديم تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Pin It on Pinterest