عريضة ضد الرقابة في تونس
منذ عام 2006، فقدتُ الاتصال بالجميع تقريبًا. أصبحتُ أكثر عزلة، خاصة وأنهم كانوا يقطعون عني الإنترنت بشكل متكرر، كما تم حجب جميع مواقعي في تونس، مما أجبرني في كل مرة على البحث عن بروكسي جديد لاستخدام الشبكة، لكن سرعان ما كانوا يكتشفونه ويتم حجبه من جديد، مما يعيدني إلى نقطة الصفر.
حتى محرّك البحث جوجل فرض عليّ رقابة، حيث تم منعي من نشر الإعلانات على مواقعي أو تلقي أي أرباح منها.
في فبراير 2006، نشرتُ عريضة على منتدى islamla.com وموقعي الشخصي labidikm.com لكشف الرقابة المفروضة في تونس، وكان نص العريضة كالتالي:
« إلى متى سوف ننتظر، حتى يصبح حق التعبير في تونس حقا أساسيّا؟ نحن نستخفّ بالحريّة، ليرضى عنّا ذلك الدين أو تلك العقيدة وليس لدينا الشجاعة لندين ونشجب ذلك بصوت عال مرتفع.
موقعي« إسلاملا.كوم» وموقعي العربي «لعبيديكم.كوم» وقع حجبهما في 18 فيفري 2006 بعد أحداث صور الكاريكاتور الدنماركيّة، التي كنت ساندت فيها حق حريّة التعبير. ماهو مقدس لك ليس بالضرورة مقدس لغيرك. الكلمات يجب أن تُنقد بالكلمات وليس بالمنع و الصنصرة. لقد أسّست هذه المواقع على أساس هذا الحقّ. حق الاختلاف وحق النقد والتعبير. إنّه بوّابة شخصيّة، لإبراز قيمة التحليل والتفكير ونقد الإسلام الأرثوذكسي. وهو يهدف الى إعطاء الفرصة إلى المسلمين كي يواجهوا موروثهم العقائدي والثقافي والتحرّر من الدغمائية الكليّة، التي يرزحون تحتها.
موقع «إسلاملا.كوم» يمنح العقول الحرّة من جميع الأصول والمعتقدات مساحة للتعبير، كلّ حسب رؤيته للأمور ويساهم في خلق فضاء تشاركي بين الجميع للتفكير. هو بنك من المعلومات تراكمت عبر مجموعة من القراءات النقديّة البنّاءة، مصدرها قيّم جدّا ويعود إلى أشخاص جديرين فعلا بالاهتمام والانتباه.
أنا أعيش في تونس ومن هناك أطلقت شكوكي وطالبت السلط التونسيّة برفع يدها عن هذا الحجب والمنع، الذي امتدّ وطال أكثر من اللازم.
صوت موقعي هو صوت حرّ مطلق، فلم أمنع يوما مقالا أو رسالة ولم أقص أيّ شخص من النقاش. أطالبكم بالإمضاء على عريضتي هذه، لكي نبيّن للسلطة المعنيّة، أنّ عددنا كبير. نحن من نطالب بحريّة التعبير.
وفي الأخير أتمنى أن يلقى ندائي هذا آذانا صاغية…»
وقد لاقت هذه العريضة صدى واسعًا وساهمت في تسليط الضوء على قضية الرقابة في تونس.