اختر معسكرك بشكل جيد

أصرّ على أهمية إدانة صمت المسلمين على الجرائم التي تُرتكب باسم الإسلام، وليس ذلك كرهاً في المسلمين كما يحاول البعض تصويره. فمن يفهم عقلية المسلمين سيدرك تمامًا ما أقصد، ولن يختلق جدلاً حول كلامي. إنني أفكر وأتحدث بعقلية نقدية تنتمي إلى الفكر الإنساني، ولا أهاجم المسلمين كأفراد، بل أنتقدهم ليعيدوا النظر في مواقفهم وصمتهم.

المسلم، كما أراه، هو مجرد ناقل ومُتبنٍّ للإسلام دون تفكير نقدي، وعليه أن يسائل نفسه بشأن ما ينقل ويؤمن به ويطبّقه دون وعي. نعم، إنه ناقلٌ لجريمة تُسمى الإسلام.

أنا أنتمي للعالم الإسلامي، ولست أوروبياً ولا غربياً، ولهذا أنتقد مجتمعي الذي أنتمي إليه، وأشير إليه بوضوح قائلاً: “أنتم متواطئون بصمتكم”. أفعل ذلك بدافع حبّي لشعبي وأهلي، وهم يفهمون تمامًا ما أقول. والدليل أن أبناء العالم الإسلامي لا يتهمونني بالعنصرية أو التعصب، كما يحدث في الغرب، بل على العكس، يحترمون صراحتي لأنني أخاطبهم بوضوح ودون مواربة.

الوحيدون الذين يتّهمونني هم إما الإسلاميون والمتطرفون، لأنهم يعلمون أن كلماتي تصيبهم في مقتل، أو المسلم البسيط الذي يجهل حقيقة الإسلام، أو أولئك اليساريون والليبراليون المزيفون الذين يدّعون الإنسانية بينما لا يفكرون إلا في مظهرهم ومصالحهم الشخصية، دون اكتراث للعالم المتخلّف الذي نعيش فيه بسبب العقلية الإسلامية.

تصنيف المسلمين السابقين

الموضوع طويل وشائك، خاصة عند الحديث عن المسلمين السابقين، لأن هناك نوعين رئيسيين منهم:

  1. النوع الأول: يركز فقط على مهاجمة الإسلام كنصوص دينية دون أن يحمّل المسلمين أنفسهم أي مسؤولية، وهذا هو الموقف الذي كان سائداً قبل ما يُسمى بـ”الثورات العربية”. هؤلاء كانوا يميلون إلى تبني القيم الغربية مثل العلمانية وحقوق الإنسان والعولمة، وكانوا مبهورين بالغرب إلى حد التقليد الأعمى.

  2. النوع الثاني: هم الذين تساءلوا عن أسباب العنف والكراهية في الإسلام، وفهموا أن المشكلة ليست فقط في التطبيق بل في النصوص نفسها، فتوجّهوا لمهاجمة الإسلام الأرثوذكسي بكامله. هؤلاء لا يكتفون بنقد الإسلاميين، بل يواجهون حتى المسلمين الذين يلتزمون بالصمت أو يتواطؤون مع هذه الأيديولوجيا القمعية، مدركين أن المشكلة لا تقتصر على المتطرفين، بل تشمل المسلمين الذين يرفضون التخلّي عن النصوص التي تشرّع العنف والتمييز.

عندما يترك شخص الإسلام، لا يكون الخطر على حياته وحريته مقتصراً على الإسلاميين، بل يأتي أيضًا من المسلمين “المعتدلين” الذين يكونون في كثير من الأحيان أول من يهددونه ويضطهدونه. لذا، يجب على هؤلاء المسلمين أن يتوقفوا عن التواطؤ ويختاروا بين الوقوف مع الإنسانية أو دعم الإسلام المتطرف، حتى لو كلفهم ذلك اتهامهم بالكفر من قبل الإسلاميين.

مواجهة التواطؤ الإسلامي

من الضروري مواجهة المسلمين مباشرةً وإيقاظهم من سباتهم الفكري، ليعرفوا أنهم، بصمتهم، يشاركون في الجرائم التي تُرتكب باسم الإسلام. لا يمكن أن يظلوا في موقف الضحية المدعية بالبراءة، بينما يرفضون انتقاد نصوصهم المقدسة التي تحض على الكراهية والعنف.

أنا لا أهاجم شعوباً أو أعراقاً، بل أواجه أيديولوجيةً مدمّرة، يعتقد الملايين من المسلمين أنها وحي مقدّس. لا يمكن اعتبار نقد هذه الأيديولوجيا عنصرية، كما يحاول البعض تصويره.

يجب على المسلمين الذين يدّعون الاعتدال أن يتقبلوا انتقاد الإسلام، ويحموا المرتدين، ويقفوا إلى جانب الحرية والإنسانية، وليس إلى جانب الإسلام القمعي. وإلا، فهم متواطئون في الجريمة، حتى لو لم يحملوا السلاح بأيديهم.

وهم “حقوق الإنسان” والازدواجية الغربية

المفارقة أن كثيرًا من الغربيين لا يدركون خطورة المشكلة، وما زالوا مرتبطين بنصوص حقوق الإنسان التي يريدون تطبيقها على أشخاص لا يفهمون حتى معنى الإنسانية. المسلمون لا يؤمنون بحقوق الإنسان كما نعرفها، بل يرون هذه الحياة مجرد مرحلة انتقالية نحو حياة أبدية، ولهذا لا يولون أي اهتمام لحقوق الإنسان أو حرية الفكر أو حقوق المرأة أو الطفل.

أما أولئك الذين يدّعون الإنسانية والدفاع عن التسامح، فهم في الحقيقة منافقون وجاهلون بالعقلية الإسلامية. إنهم لا يفكرون إلا في أنفسهم، غير مبالين بالرعب والإرهاب النفسي والجسدي الذي يعانيه المرتدون عن الإسلام، فقط لأنهم يخافون مواجهة الحقيقة.

الأغرب من ذلك أن بعض المرتدين عن الإسلام لا يحاولون حتى توعية أهاليهم، ويعيشون في نفاق دائم، يخفون إلحادهم أو لادينيتهم خوفاً من الاضطهاد. هؤلاء مسؤولون أيضًا عن استمرار الجهل والتخلف في مجتمعاتهم، لأنهم يرفضون مواجهة المشكلة مباشرةً.

أقول لهم: “تلومونني لأنني صريح مع المسلمين، بينما أنتم تختبئون خلف ستار الخوف والنفاق! كيف يمكنكم تغيير شيءٍ لا تواجهونه بجرأة؟”.

معركة الحضارة ضد الظلام

إذا أردنا إنهاء تأثير الإسلام، علينا أن نخاطب المسلمين بوضوح، ونشرح لهم حقيقة دينهم، ونجعلهم يختارون معسكرهم:

  • إمّا الحضارة، والتقدّم، والإنسانية.
  • أو الجهل، والجريمة، والرقابة، ممثلة في الإسلام الوراثي التقليدي.

هذه حرب فكرية طويلة بين قيم الحضارة والحرية، وبين التخلف والاستبداد الذي يمثله الإسلام. لذا، على الجميع أن يحدد موقفه:

  • إمّا الوقوف مع القيم الإنسانية ضد القمع الديني.
  • أو الاصطفاف إلى جانب الإسلام ومساندة الظلامية.

خاتمة

بدلاً من الهروب من الحقيقة واتهام الآخرين بالعنصرية والكراهية، يجب على المسلمين والمتعاطفين معهم فتح باب النقاش الحقيقي. المشكلة ليست في “الإسلاموفوبيا”، بل في الإسلام نفسه، الذي يتناقض مع القيم الإنسانية الحديثة.

على المسلمين أن يقرروا:

  • إما أن ينضموا إلى العالم المتحضر،
  • أو يواصلوا العيش في ظلام الماضي، وهم يُجرّون مجتمعاتهم معهم نحو التخلف والانحطاط.

الخيار واضح، فاختر معسكرك بحكمة.

ماسين كيفن العبيدي


Pin It on Pinterest