Contents
الثورة ضد الوحي
أصل الفكرة
في البداية، تم اختراع فكرة الوحي لقيادة ثورة. إنها إحدى الأساليب التي اكتشفتها الإنسانية للسيطرة على الجماهير. لطالما سعى الإنسان للهيمنة على نظيره بالقوة أو باستخدام حيل متنوعة، مستعينًا بالسلطة المالية أو السياسية أو الدينية.
قوة الوحي
يتيح الوحي لكل فرد الادعاء به دون القدرة على إثباته؛ حيث يُقال: «وُلدت الديانة عندما التقى أول منافق بأول أبله»، مما يدل على أن الإيمان بالنفس يكفي لإقناع الآخرين. يتأثر المتواطئون والمؤيدون بهذه القوة، مباشرة أو غير مباشرة، لتحقيق الهدف النهائي للوحي.
الوحي والثورة: ثنائية مفيدة
ساهم هذا الثنائي في دفع الإنسانية نحو الأفضل في كل مرة يُستغل فيها الحاكم سلطته ويظلم رعاياه. حينما يحكم طاغية لا مثيل له، يجد الوحي الثغرة المثالية للتسلل، قلب الوضع، وإثارة الشعب ضد حاكمه.
استراتيجية التعبئة
أمام إمبراطورية ظالمة، لا تأتي الحيلة الوحيدة للإطاحة بها إلا من خلال تدخل قوة خارجية عبر الوحي لتحريك الشعب. فمن لا يملك شيئًا لا يخسر شيئًا؛ فقد كانت الديانات دائمًا موجهة للفقراء والأكثر اضطهادًا، لاستغلال معاناتهم في قيادة الثورة. باسم الله، يحتفظ الكثيرون بالأمل في التضحية لإعلاء رسالة قبل الانضمام إلى «جنة» أفضل وأكثر عدلاً.
ظهور الديانات
سمح خلق الله بواسطة الإنسان ولأجل الإنسان بظهور ديانات «مختلفة» واحدة تلو الأخرى، كما لو كانت صدفة، ضمن نفس السلالة والعائلة الإنسانية. فالديانة، بوصفها اختراعًا بشريًا محضًا، لا تستمد جوهرها إلا من إطارين رئيسيين: الديانات الطبيعية التي تجيب على الأسئلة الميتافيزيقية، والديانات المُصطنعة التي تُخترع لتقديم إجابات على الأسئلة الوجودية وحكم العقول.
الأهداف السياسية والمخاطر
تُصاغ هذه الديانات وفق نموذج وحيد يُنقل من الأب إلى الابن داخل عائلة إبراهيم، وهدفها الأساسي سياسي بحت؛ إذ تسعى لحكم العالم عبر القضاء على كل القوى المعارضة، سواء كانت جماعية أو فردية. وفي ظل غياب الأنبياء، يتولى الحاخامات والكهنة والأئمة حفظ «المعبد» وخدمة مصالحهم السياسية أو الاقتصادية أو العسكرية.
استثناء التيار الصوفي
أخيرًا، أستبعد التيار الصوفي من بين الديانات الإبراهيمية الثلاث، لأنه يقترب أكثر من الديانات الطبيعية بفضل تنازله عن المواقف السياسية، وهو بُعد عزيز على التوحيد المدمر.
يمكنك القراءة أيضًا : تعريف واضح لمصطلح “مسلم سابق”