ما هو الدليل؟ – الإله العلم الأدلة

ما هو الدليل؟ – الإله العلم الأدلة

السلام على من اتبع العقل ونبذ النقل وفكر.

بعد أن شاهدنا الفيديو السابق الذي يتحدث عن الفصل الأول من الكتاب، وكما تعلمون إن الكتاب يتكون من 24 فصل وسوف نتطرق في كل فيديو إلى فصل، وفي هذا الفيديو سوف نتحدث عن الفصل الثاني الذي يتطرق إلى الأدلة ز ماهيتها والآليات المستعملة لاستخراج الأدلة.

يقول الكتاب قبل أن نقدم الأدلة العلمية الجديدة التي تدل على وجود إله للكون وذلك من أجل أن نعيش ثورة فكرية اليوم والتي هي هدف هذا الكتاب،إذاً كما قال الكاتب فإن هدف هذا الكتاب هو أن يصل القارئ إلى استنتاج أن للكون خالق. يقول الكاتب يجب أن نبدأ أولاً بتعريف معنى الدليل العلمي والدليل خارج الإطار العلمي، ثم نحدد النظريتين؛ الأولى أن الكون خلق من طرف إله خالق والثانية عكسها كلياً وهي أن الكون فقط مادة؟

طبعاً هنا الكاتب يريد أن يوهم القارئ ويتلاعب بالمنطق حيث يضع فرضيتين ويقول أن كل فرضية عكس الأخرى، ويزعم أن بإثبات أن الكون ليس مادة فقط يعني بالضرورة أن هناك إله؛ لأن الكاتب ينطلق من فكرة أن الإله ليس مادي ثم يقول إن العلم أثبت أن الكون ليس مادة فقط، ثم يصل إلى استنتاج أن للكون خالق لأن الكون ليس مادة فقط. في الحقيقة هذه أضحوكة تذكرني بمثل فرنسي يقول كل القطط لهم شوارب وهي حقيقة ثم يقول هتلر له شنب إذاً هتلر قط.

طبعاً كاتب هذا الكتاب يدخل في مغالطات منطقية معروفة قد تغيب على الإنسان العادي ولكن من درس الفلسفة ودرس علم المنطق من المستحيل أن تنطلي عليه مثل هذه الأفكار والاستنتاجات المغلوطة.

صحيح إن قبل اكتشاف ضد المادة واللامادة وغيرها من الأمور اللامادية التي تعتبر موجودة علمياً؛ كان الإنسان يعلم منذ البداية إن الكون ليس مادة فقط، يكفي الفكر والإحساس والشعور هم عناصر غير مادية وأيضاً الطاقة رغم إن الطاقة تتحول إلى مادة والعكس صحيح،إذاً فكرة إن الكون ليس مادة فقط هي فكرة قديمة قدم الإنسان بل العلم الآن اكتشف أشياء أخرى فيما يخص لامادية الكون ولم يكتشف أن الكون ليس مادة فقط! يعني هذه مسألة قديمة جداً.

إن هذا التفكير السخيف من الأول يفترض إن الكون ليس مادة فقط إذاً له خالق، أنا لا أعلم كيف الكاتب يمكن أن يقول سخافات بهذا المستوى صحيح أنا في بعض الأحيان أشك وأقول إن تفكيره سخيف لأنه متعصب لعقيدته ودينه وهذه حال كل من هو متعصب لعقيدة ودين، فإنه لا يرى المنطق أصلاً ويريد أن يوظف أفكاره العقائدية كلها في مصلحة إثبات العقيدة.

طبعاً أنا لا أتصور كل ذلك فكما نرى في الفيديوهات السابقة إن أوليفييه وهو الشخص الرئيسي في الكتاب وهو مبشر قد درس السياسة وعدة مجالات أخرى ولم يحصل على دبلوم في ذلك المجال وقام بعدة شركات للاتصالات والعلاقات الاجتماعية وأخيراً توجه إلى دراسة اللاهوت وحصل على الدبلوم ومنذ ذلك الوقت أصبح العمل في اللاهوت هو عمله الأساسي ومورد رزقه.

ونحن نعلم إن علم اللاهوت يتطلب معرفة الآليات التي تساعدك في السخرية على الإنسان العادي لتجعله يعتقد بوجود إله الدين الفلاني، ولا أتصور أن أوليفييه والشخص الذي موله بهذا الغباء ولكنهم يعتمدون على غباء عامة الناس وخاصة هنا الأوروبيين الذي يؤمنون بفكرة الإله ولكن بدأوا في الشك وهو يأتي هنا لكي يعطيهم الدعم المعنوي والعلمي لكي لا يخرجو من الخرافة نحو نور العلم.

للعلم لمن لا يعلم أنا لست ضد أن يخوض العلم التجريبي في البحث في ما وراء الطبيعة المادية بكل أنواعها، بالعكس أنا أؤمن وأعتقد أن الكون أو الوجود ليس مادة فقط وهذا ليس اعتقادي وحدي بل هو اعتقاد الجميع، ومتأكد أن العلم سوف يتطور لفهم ماهية الوجود أكثر فأكثر وسيفهم سر الوجود، الوجود هذا ليس صدفة وإنما هناك ظروف وعوامل وميكانيزم تجعل الوجود على ما هو عليه اليوم.

وأنا أعتقد أن العلم التجريبي هو العمود الأساسي الذي يجب الاعتماد عليه لفهم الوجود بكل أبعاده، وكل ما تقدمنا في العلم الصحيح التجريبي كل ما تطور معتقدنا وإيماننا وفهمنا للوجود وخاصة بحث ماهية العقل والوعي والنفس والشعور وكل ما هو غير مادي وذلك من خلال تطوير أدوات البحث العلمي…

ولكن أنا ضد التزوير والتأويل والتلاعب بالاكتشافات العلمية والضحك على الذقون والمغالطات المنطقية لكي نجعلها توافق معتقدنا أو إيماننا، المشكلة هنا خاصة أن الذين يقومون بهذا يعلمون أن عامة الناس لا يفهمون في المنطق ولا في العلم التجريبي ولا حتى في الدين، أي مغالطتهم عملية سهلة جداً. أما مسألة إثبات وجود إله بالعلم فهي أمر معقد جداً.

أولاً العلم لا يبحث دون معرفة ما يبحث عنه لهذا يجب تحديد طبيعة الإله الذي نبحث عنه هل هو مادة أم لا مادة؟ هل هو طاقة ؟ هل هو فكرة؟ هل هو حس؟ هل هو داخل المنظومة الكونية أم خارجها أم الاثنين؟ ما هي طبيعته؟ هل له تأثير مباشر على الوجود أم غير مباشر أو ليس له تأثير من الأساس؟ كل هذه الأمور يجب تحديدها لكي نسمح للعلم التجريبي أن يقوم بتجارب وقياسات لكي يعلم هل هناك إله أم لا، العلم لا يعرف عن هذا الإله شيئاً فكيف تريده أن يبحث عن شيء غير معلوم الطبيعة؟ هل هو إله المسيح؟ إله المسلمين؟ إله اليهود؟ على ماذا نبحث؟

لو يعترض العلم شيء مجهول فسوف يبحث فيه ويحلله ويمكن أن لا يكون له الأدوات الآن لفهما ولكن في المستقبل يمكن ذلك، وإن لم نفهمها لا يعني أن هناك إله. إذا لم أعلم من أوقع القلم من فوق الطاولة إذاً الإله هو من قام بإيقاعه، هذه كلام غير منطقي فالمنطق يقول إذا سقط القلم هناك من قام بإسقاطه ولكن الشيء الذي أسقط القلم ليس بالضرورة أن يكون إله أو إنسان هناك عدة افتراضات يمكن وضعها لمعرفة من اسقط القلم من الطاولة. العلم مازال في أول طريقه والأدوات مازالت تتطور وأنا أثق ثقة كبيرة في العلم لأني أعرف أن العلم غير متعصب وهو واضح وعندما يخطأ يعترف بالخطأ ويعتمد على الرياضيات في البحث.

إذاً أي محاولة للانطلاق من معتقد لإثباته علمياً هي عملية فاشلة من الأول لأننا نملك النتيجة أصلاً ونريد أن نطوعها بالقوة وبكل الكذب والتزوير لكي نظهر أن العلم يدعم هذا المعتقد مسبقاً، وهناك طريقتين لخداع الناس العاديين عندما تتحدث عن العلم التجريبي مع المعتقد:

الأولى: أن ننطلق من النص الديني ونحاول تأويله لكي يتفق مع الاكتشافات العلمية مثل ما يقوم أصحاب الإعجاز العلمي في الدين ونظهر أن الدين أو المعتقد كان يعلم بهذه الاكتشافات قبل العلم وهذه طريقة الإعجازيين فهم يأخذون النص الديني ويقومون بتأويله بطريقة توافق الاكتشافات العلمية (العلم دائماً يتطور ولكن المعتقد هو قار ولا يتطور لأنه مقدس)، إذاً لا أستطيع أن أقارن شيء ثابت لا يتطور مع شيء يتطور وهذه نقطة مهمة.

ثانياً: أن ننطلق من الاكتشافات العلمية التي توافق معتقدنا ونحاول أن نلعب على الافتراضات التي تناسبنا مع مغالطات منطقية ونصل إلى نتيجة أن العلم لا يتعارض مع المعتقد أو الدين؛ وهذا ما فعل أصحاب هذا الكتاب عندما يقول مثلاً أن لكل بداية وجب أن يكون لها خالق وهي مغالطة منطقية من الأساس.

ثم يقول لك أن العلم أثبت أن للكون بداية إذاً للكون خالق وهذا خطأ واضح وصريح أو يقول إن إثبات أن الكون ليس مادة فقط ثم يقول العلم أثبت أن الكون ليس مادة فقط يعني أن للكون خالق، أنه يستعمل المغالطات المنطقية في طريقة البحث عن الأدلة وفي نفس الوقت يأخذ الاكتشافات العلمية التي تناسب معتقده.

الفصل الثاني من الكتاب يبحث عن كيفية استخراج الأدلة العلمية وغير العلمية إذاً هذا الفصل معقد لأنه يحتاج إلى تفكير فلسفي وأي إنسان غير مطلع على علم الفلسفة والكاتب بنفسه يقول للقارئ أنه يمكن له أن يتجاوز هذا الفصل المعقد. ولكن أنا هنا في هذا الفيديو سوف أحاول تسهيل الفكرة وتوضيحها قدر المستطاع.

ما هو الدليل العلمي (تعريف الكتاب وهو كذلك التعريف العام الصحيح): عندما نحلل الطريقة المتبعة للوصول إلى دليل علمي في المجال الفعلي الحقيقي، يجب الأخذ بعين الإعتبار الحقل الذي نبحث فيه عندما نبحث في البيولوجيا ليس كما نبحث في الكونيات فكل مجال له أدلة خاصة وقوة الدليل تحسب على حسب شيئان مهمان: 1- موافقتها للواقع والحقيقة الفعلية 2- التجربة المتكررة.

فكل ما كان الدليل يوافق الواقع يكون أقوى، ويجب ان يكون قابل للتأقلم مع الواقع وقابل للتجربة وكلما كررنا التجربة نجد النتيجة مطابقة في كل مرة فإن الدليل يصبح أكثر قوة علمية.

وهكذا كل دليل يملك قوة توضيحية على حسب المجال الذي هو فيه، أي يمكن طرح الدليل العلمي وتفسيره. عندم الأدلة لا تقنع فعلياً فهي لا تعتبر دليل علمي وعندما أقول الإقناع لا أقصد الإقناع بالعاطفة بل بالتجربة وموافقتها للواقع.

ثم يقول تحليل الدليل العلمي يؤدي بنا إلى مجالين:

المجال الأول: المجال النظري والمنطق التجريدي هذا يعتمد على الرياضيات أي قواعد ثابتة وننطلق من افتراضات غير نهائية ونخضعها للمنطق الرياضي ونرى ما توافق المنطق وما لا توافق المنطق وعلى حسب درجة توافق النظرية مع المنطق تكون أكثر صحة بدرجات مختلفة وأي واحدة منهم تكون أكثر توافق تكون أكثر صحة. مثلاً عندي قاعدة منطقية وعشر نظريات، فأقوم بوضع كل نظرية أمام هذه القاعدة المنطقية والتي لا توافقها يتم إلغاء صحتها والتي توافق ولو حتى %50 أو %20 ونرى أي النظريات الأكثر توافقاً للمنطق ونختارها.

أنا سوف أعطيكم أمثلة أخرى أبسط من الموجودة في الكتاب حتى أسهل لكم الفهم.

مثل 1+1=2 وهي حقيقة توافق الواقع لأن قلم+ قلم= قلمين، وإذا قلت 1+1=3 هل هو حقيقة؟ لا لأن 1+1 لا يساوي 3 وإنما 2. مثال آخر عندما أقول أنا أطول منك، هل هي حقيقة أم كذب على حسب الواقع، الجواب على حسب من أنا ومن أنت؟ ونعرف طول كلا الطرفين لكي نعرف من هو الأطول.

ومثل آخر عندما أقول أبي في المنزل لو كان يعني منطقياً أبي ليس في مكان آخر، ولكن يجب أن أثبت أن أبي بالفعل في المنزل، عندما أثبت أن أبي في المنزل منطقياً أبي ليس في المنزل وعندما أقول إن أبي في باريس إذاً هو ليس في تونس. هذا تفكير منطقي والأمثلة كثيرة في المنطق التجريدي والرياضي، يقول الكاتب إن الدليل النظري أي المنطق التجريدي هو دليل حتمي لا يدعو للشك ومستواه جداً قوي ثم يذكر معادلات منطقية معقدة من الصعب فهمها لأنها تعتمد على الرياضيات.

من وجهة نظري أنا أن وكتابة الكاتب لهذا الفصل ليست مصادفة بل يريد أن يبهر القارئ وأن يفهمه أنه لا يفهم في المنطق ولا يفهم في الدليل رغم أنه في كل كتابه قد خالف المنطق الرياضي والعلم يتفق معاه عندما قال إن الدليل النظري الرياضي هو دليل حتمي 100% يعني 1+1= 2 سواء هنا أو في أمريكا أو في الصين فالجواب واحد.

المجال الثاني: المجال الفعلي الحقيقي هو عكس الدليل في المجال النظري، لأنه لا يؤدي بالتفكير الصحيح المطابق على البيانات الصحيحة بالضرورة إلى استنتاج حقيقي ودقيق. إذاً كيف نحصل على استنتاج دقيق وحقيقي؟ في هذه الحالة من الضروري أن تكون قادرًا على تطبيق منطق عادل على جميع البيانات أو المعلومات المتضمنة في المشكلة، لأن في الحقيقة الفعلية قد يقع الخداع ومن الصعب معرفة كل التفاصيل حيث أن أي عنصر ناقص قد يغير كل المعطيات؛ لهذا في الواقع إن الحقيقة المطلقة غير موجودة بل يمكن أن نجد حقائق مختلفة على حسب المعطيات التي طبقنا عليها التفكير الصحيح.

وهنا يذكر قصة إن في الصين سنة 1950 وجدت أن محاصيل القمح قليلة فبحثوا عن المشاكل ووجدوا أن هناك نوع من العصافير يأكل المحصول، فقرروا قتل كل العصافير لكي لا تأكل المحصول. من المفروض أن محاصيل القمح تصبح كافية، ولكن الحقيقة غير ذلك فالمحاصيل كانت شبه معدومة ووقعت مجاعة وقتها..

لماذا ؟ لأن عنصر واحد لم يتم أخذه بعين الاعتبار وهو أن الحشرات أكلت كل المحاصيل، صحيح العصافير تأكل جزءاً من القمح ولكن كانت تأكل جميع الحشرات أيضاً، إذاً إهمال عنصر واحد يغير كل شيء ولهذا في المجال الفعلي يجب التجربة، والتجربة يجب أن تكون متكررة لكي نحصل تقريباً على نفس النتيجة ونعلم كل العوامل المحيطة لكي نقول أن هذا دليل علمي فعلي وحقيقي.

ماسين كيفن العبيدي

المهارات

نُشِر في

1 فبراير، 2022

تقديم تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Pin It on Pinterest