الانفجار العظيم – الجزء 1
السلام على من اتبع العقل ونبذ النقل وفكر.. عسلامة.
نواصل الحديث عن كتاب الإله العلم الأدلة وذلك عن الفصل الخامس وهو يتحدث عن الانفجار العظيم وبداية الكون، كما رأينا في الفيديو السابق إن الموت الحراري ما هي إلا فرضية من عدة فرضيات وهذه الفرضية تعتمد على نظرية الديناميكا الحرارية كما علمنا رغم أن هناك عدة سيناريوهات لموت الكون كذلك هناك سيناريوهات أخرى تقول بعدم موت الكون أو بموت أجزاء منه فقط.
وعلمنا أيضاً أن حالة موت الكون الكلي مرتبطة بشكل الكون الذي نجهله كلياً، هل هو مغلق؟ هل هو مفتوح؟ أم متذبذب؟ وكثير من المعطيات والمعلومات نجهلها عن الكون ونحن نعلم أننا لا نرى إلا جزءاً بسيطاً من الكون، نظرية الديناميكا الحرارية يمكن تطبيقها على النار ويمكن تطبيقها على نجم أو على شمس؛ بانتهاء الطاقة ينتهي وينطفئ ويموت النجم وبانتهاء الوقود أو الخشب تنطفئ النار وهذا مؤكد. ولكن تطبيق كل ذلك على الكون كله هي عملية صعبة وخاصة أننا نجهل الكثير عن الكون ولو حتى ثبت يقيناً (رغم أن ليس هناك يقين في العلم وإنما احتمالات تصل إلى 90% أو 80%)، إذاً ما هو أكيد أن موت الكون الكلي مرتبط بعدة عوامل ولم يشاهد أي عالم من العلماء أن هناك تدخل خارجي في موت الكون فهي عملية فيزيائية بحتة، على حسب شكل الكون وعلى حسب نظرية الديناميكا الحرارية ونظريات أخرى.
موت الكون هنا غير مرتبط بإله أصلاً والكاتب يقول أنه ذكر هذا الفصل لكي يثبت لنا أن للكون بداية؛ بما أن هناك نهاية للكون إذاً منطقياً له بداية، رغم أن بداية الكون مثبتة أكثر من خلال نظرية الانفجار العظيم ونظرية الانفجار العظيم تكفي لوحدها لتثبت لنا بداية الكون المادي الذي نحن موجودين فيه. ولكن السؤال الذي سألته لنفسي، لماذا ذكر الكاتب هنا موت الكون؟ وعندما أضع نفسي بمكان الكاتب كإنسان له فكرة مسبقة عن إله وعن دين أجد نفسي أفعل ما يفعله الكاتب وذلك بذكر نهاية الكون لأنها توافق الفكرة الدينية الإبراهيمية حول نهاية الكون ويوم القيامة، فهو ذكر موت الكون الكلي لكي تتفق مع الفكرة الموجودة في التوارة والإنجيل لا أكثر ولا أقل. لأنه ليس بحاجة إلى ذكر نظرية نهاية الكون لكي يعتمد عليها في إثبات بداية الكون!
إذاً نعود الآن إلى الفصل الخامس ونتكلم عن النظرية التي يطرحها هنا الكاتب وهي نظرية الانفجار العظيم ويبدأ الكاتب بتاريخ تطور هذه النظرية التي ذكرت لأول مرة سنة 1949 في إذاعة البي بي سي، وذلك سخرية من القس جورج لومتر الذي قدم نظرية أخرى والتي أدت في الأخير إلى ظهور نظرية الانفجار العظيم وهي تسمى نظرية الذرة البدائية، كي يسخروا منه ذكروا أن هذا هو رجل الانفجار العظيم. هذا الفصل في الحقيقة هو أفضل فصل قرأته في هذا الكاتب فهو سهل ومتسلسل ويعطي فكرة واضحة عن نظرية الانفجار العظيم بغض النظر عن نية الكاتب واستنتاجاته رغم في هذا الفصل والفصول الأخرى دائماً يستعمل الكاتب أسلوب السخرية من الملحدين الماديين، ويتهمهم بعدم المنطق والتهرب من الاعتراف من الحقيقة والتي بالنسبة إله هي وجود الإله، وأنهم دائماً يجدون الاعتراضات والافتراضات التي تبعدهم عن الاعتراف بوجود خالق.
فلنذكر نقطة مهمة قبل تلخيص الفصل، إن فكرة بداية الكون ونهايته هي فكرة قديمة قدم الإنسان، ليس في الأديان فقط والمعتقدات بل حتى في الفلسفة، الكل متفق إن الكون له بداية وله نهاية وحتى الذين يؤمنون بأزلية الكون يؤمنون بالدورة الأبدية للكون؛ أ] أن الكون يولد ويموت إلى مالا نهاية، ولكن من الناحية العلمية والأدلة العلمية لم يكن هناك دليل على أن الكون له بداية أو نهاية وخاصة في القرن السابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر حيث كان العلماء التجريبيين كانوا مهتمين بفهم الإنسان وظهور الحياة على الأرض والمجموعة الشمسية والمجرات والكواكب وكانت نظرتهم المنتشرة أن الكون أزلي وقار وموجود، صحيح يمكن تموت بعض المجرات والنجوم ولكن بصفة عامة الكون يعتبر مستقر وأزلي.
كما أن فكرة بداية الكون ونهايته فهي كانت فكرة دينية فالعلماء في ذلك الوقت كانت لديه حساسية من الأفكار الدينية ويريدون البحث في الكون بعيداً عن التأثيرات الدينية لهذا انطلقوا من فكرة أن الكون أزلي وقار، وطبعاً هذا تصرف خاطئ من طرفهم، ليس لأن الفكرة موجودة في دين أو معتقد يعني أنها أسطورة 100% يجب على هؤلاء العلماء أن يكونوا أكثر مرونة في البحث وهذا طبيعي في القرن الثامن عشر والتاسع عشر خاصة بعد خروج أوروبا من سيطرة الكنيسة التي كانت تنشر الأساطير والخرافات وخاصة الدين المسيحي فأغلب العلماء أصبع عندهم عقدة من الأفكار الدينية.
رغم هذه العقدة فإن العالم الحقيقي عندما تقدم له الأدلة الفعلية أو المنطقية من المستحيل أن يرفض أو أن ينكر هذه الأدلة إلا القليل منهم فقط ولهذا عند كثير من المسيحيين المتدينين اعتبروا ثبوت فكرة بداية الكون بالنسبة لمنطقهم الديني إن هناك خالق، لأن العلماء الذين يعتمدون على الأدلة اعتبروا أن بداية الكون هي نظرية دينية لا يجب أصلاً البحث فيها. وهذا ما سنشاهده من خلال هذا الفصل من خلال قراءة تطور نظرية الانفجار العظيم في القرن السابع عشر والثامن عشر والعشرين.
إذاً في بداية ظهور العلم الذي يعتمد على الأدلة العلمية الفعلية، الفكر السائد عند المتشددين بصفة عامة أن الكون له بداية ونهاية يعني إن له خالق! هذه الفكرة عكست عند العلماء الذين يعتمدون على الأدلة فتبنوا فكرة إن الكون قار وليس له بداية ولا نهاية وكلاهما أخطأ لأن بداية الكون ونهاية الكون ليس لها علاقة بوجود إله منطقياً ولا رياضياً. لهذا الكاتب يركز على فكرة أن بداية الكون هي دليل على وجود إله لأن كما قلنا ماذا يقول المنطق إن وجود بداية ونهاية يعني وجود مقدمة للبداية فهنا وقع الخطأ عند الطرفين.
لنرى ماذا قال الكاتب حول مرحلة ظهور نظرية الانفجار العظيم؛ حيث يقول إن علم الكونيات قبل القرن العشرين لم يكن علم معترف به لأن هناك على حسب علمي إن الكون أزلي في الزمان والمكان وهذا رأي أكثر العلماء الذين يعتمدون على الأدلة العلمية ولكن هذه الأمور بدأت تتغير بالاكتشافات العظيمة التي وقعت في بداية القرن العشرين وأولها نظرية آينشتاين النسبية التي تقول إن المكان والزمان والمادة مرتبطين ببعضهم ولا يمكن فصلهم عن بعضهم، وإن المادة تغير في المكان والزمان وإن الزمان نسبي ومتغير هذه النظرية التي أسقطت كلياً نظرية نيوتن. هذا الاكتشاف العظيم الذي وصل إليه آينشتاين هي البداية الوصول إلى الانفجار العظيم وبدأت التجارب في هذه النظرية تتطور يوم بعد يوم بثبوت صحتها حيث غيرت كل المعطيات ومن هنا أصبح علم الكونيات علم فعلي يمكن البحث فيه وحصل أينشتاين لنظريته النسبية على جائزة نوبل للفيزياء بسبب هذا الاكتشاف؛ رغم إن أينشتاين في ذلك الكون كان يعتقد بأن الكون قار وأزلي.
في سنة 1922 ظهر عالم روسي اسمه ألكسندر فريدمان اشتغل على النظرية النسبية ووصل نتيجة إلى أن الكون يتمدد ويتسع وأرسل بحوثه إلى أينشتاين الذي لم يأخذها بعين الاعتبار وذكر الكاتب رفض أينشتاين الفكرة رغم إن حسابات ألكسندر صحيحة، إلى أن مات هذا من على منطاد على ارتفاع 7400 متر ويقول الكاتب أنه تم قتله لأنه بدأ يكتشف فكرة التي يمكن أن توصلنا إلى الانفجار العظيم.
طبعاً الكاتب هنا يتحدث عن العلماء الذين تم قتلهم من طرف ستالين والروس والألمان لأنهم خالفوا نظرية إن الكون قار وأزلي ثم في سنة 1927 ظهر القس البلجيكي جوروج لومتر بنظرية أن هناك ذرة بدائية انطلق منها الكون وقد تعرضت فكرته للسخرية الكبيرة من جميع العلماء وقال له أينشتاين حساباتك صحيحة لكن نتيجتك مسخرة! وقال أيضاً على حسب هذا الكاتب، هذه فيزياء القسيسين يسخر منه لأنه قس مسيحي، ثم يذكر الكاتب إن سنة 1929 استطاع إدوين هابل اكتشاف أن الضوء القادم من النجوم يتأخر كلما نشاهده أي أن الكون يتسع وهذا يؤكد نظرية ألكسندر فريدمان.
وقعت الصدمة عند الكثير لأن اتساع الكون يعني أنه غير قار ورفض الكثير من العلماء هذه الفكرة بالفعل ولكن الأدلة التي قدمها هابل لا يمكن إنكارها وإن الكون قار أصبحت فكرة مشكوك بها من خلال هذا الاكتشاف بالدليل العلمي والفعلي والمشاهدة واعترف أينشتاين بذلك وقال على حسب ذلك وأن أكبر خطأ قمت به في حياتي هو الاعتقاد بأن الكون قار.
سيداتي ٱنساتي سادتي…
السلام عليكم..
هناك كتاب يسمى وهم اللحاد .ا
للكاتب احمد الحسن.
برد به على كل نظريات التطور..