fbpx

هل ظلم الإسلام الرجل؟

titre

هل ظلم الإسلام الرجل؟

يتحدث الجميع عن ظلم الأديان للمرأة بصفة عامة، ولا نجد أبداً من يتحدث عن ظلم هذه الأديان للرجل، في هذا المقال سوف يكون الإسلام هو المقاس الذي نقيس عليه، لأنه يعتبر خاتم الأديان كما يقول القرآن: “إن الدين عند الله الإسلام”. 

نعلم أن الأديان قاطبة هي صناعة بشرية، تبنى أركانها وتشريعاتها على حسب العقلية السائدة في الزمان والمكان الذي ظهرت فيه، أتت الأديان من رغبة داخلية وحاجة ضرورية من مجموعة بشرية أرادت أن تتميزي عن الآخرين وتثبت ذاتها، فالدين ليس صنع فردي ولا صنع جيل واحد، الدين يشارك الجميع في صنعه ويتكون على عدة أجيال حتى يأخذ شكله المقدس الذي لا يمكن المساس به.

من هنا يتحول الدين إلى أمر موروث جامد لا يتطور، وكما تعلمون ما لا يتطور فإنه يتأخر، من هنا تأتي الحاجة لظهور المذاهب التي تريد مواكبة العصر، وهي بدورها تتحول إلى فكر جامد مع الوقت أو تضمحل، هذه سنة التاريخ.

ليست الأديان والمذاهب التي تصمد عبر التاريخ هي الأفضل أو التي تقبل التطور، بل التي تكون مدعومة من السلطة السياسية والمالية لإخضاع عامة الناس والتحكم فيهم، اضمحلال دين أو مذهب يقع هو بدوره عبر الأجيال ومجهود جماعي.

ولكن مع الأسف لا يضمحل دين أو مذهب إلا بقدوم ما يعوضه في التحكم، أي يجب أن يكون هناك بديل تستغله السلطة السياسية والمالية حتى تتخلى عن دعم القديم وتدعم الجديد، أي بالنسبة للسلطة السياسية والمالية لا يهمها الدين والمذهب، فكل همها هو التحكم في العامة.

لأن السلطة السياسية والسلطة المالية لا يمكن أن تبقى في السلطة لو لم يكن لديها قطيع تتحكم فيه وتستغله من جهة ومن جهة أخرى فإنها لا تقبل أن تكون السلطة والمال في متناول الجميع، ولا تقبل المنافسة العامة، بل لا تقبل إلا المنافسة الضيقة، التي تسمح لها بالثراء الفاحش والسلطة المطلقة.

لا تتحقق السلطة المطلقة ولا يتحقق الثراء الفاحش لو استفاق عامة الناس، وتعلم أن الأديان والمذاهب والأيديولوجيات بصفة عامة ما هي إلا مخدر لأغلبية العامة التي ترضى بحالها ولا تطالب بحقوقها، وذلك بتركها في مربع الجهل بحقيقة الوجود ويعِدُها بحالة أفضل بعد الموت. إن الخضوع لهذا الدين أو المذهب العقائدي هو في الحقيقة خضوع للسلطة السياسية والمالية لا أكثر ولا أقل.

متى يفهم الفرد أن وجوده هو الأهم والمهم، وبأنه يولد منفرداً وعليه أن يعيش لنفسه لأنه سيغادر هذه الحياة بمفرده، فهو ليس لا يحتاج إلى دين ولا مذهب ولا أيديولوجية موروثة أو مصنوعة أو منقولة، وإنما يحتاج إلى أفكار يختارها هو كيفما يريد وأينما يريد ليجربها ويغيرها خلال مسيرته في هذه الحياة حتى يخلق لنفسه دينه الخاص ومذهبه الخاص وأيديولوجيته الخاصة… التي تكون خاصة به منفرداً بها فلا يورثها لأحد ولا يتم تعميمها على مجموعة من الناس، فأفكاره تمثله هو فقط فهو ربها وهو رسولها وهو المعتقد والمؤمن بها وهي تعني له الكثير وقد لا يقدرها ولا يفهمها غيره.

إذاً بعد أن فهمنا وعلمنا أن المظالم الموجودة في الأديان هي وليدة عصرها، أي لم تعتبر مظالم في العصر التي ظهرت فيه، بل كانت أمراً متعارف عليه وطبيعي يتناسب مع عقلية ذلك العصر، وهذا ما يجعلها مظالم بالنسبة لنا اليوم لأنها لا تتوافق مع درجة وعينا، فهم لا يملكون هذا الوعي المتقدم الذي نملكه نحن اليوم.

أما بالنسبة لمن مازال يرى العدل في هذه الأديان اليوم فإن عقله وشعوره مغيبان تحت مطرقة الدين، فقط من تخلص من كابوس المقدس وتحرر من الترهيب والترغيب ونظر للعالم بنظرة عصره يرها أن هذه الأديان تحمل مظالم عدة اتجاه الإنسان. 

لكن السؤال الذي يطرح نفسه اليوم.. لماذا نشير ونتكلم دائماً عن مظالم المرأة فقط ولا نتكلم عن مظالم الرجل؟ هذا سؤال طرحته على نفسي عدة مرات وطرحته أيضاً على الآخرين ووجدت العديد من الإجابات، أقدم لكم بعضها هنا:

  • إن مظالم المرأة أكبر بكثير من مظالم الرجل، ولكن المظلمة هي المظلمة ليس هناك مظلمة كبيرة ومظلمة صغيرة، وعلى أي أساس ومن أي جانب حكمنا أن مظالم المرأة أكبر من مظالم الرجل؟ وإن كان ذلك صحيحاً، رغم أن هذا التبرير خالٍ من الصحة، لأننا عندما نؤمن بمبدأ المساواة بين الرجل والمرأة يجب أن نعطي كل ذي حقٍ حقه ونتكلم عن كل المظالم ولا نتكلم عن مظالم ونصمت عن أخرى، لأن الإنسان إنسان سواء كان رجل أو امرأة بالتعبير الاجتماعي. 
  • ينكر البعض وجود أي مظالم للرجل، بالعكس تماماً فإن البعض يذهب إلى فكرة أن الأديان والمذاهب والأيديولوجيات القديمة فضلت الرجل وخلقت مجتمع رجولي وجعلت من الرجل السيد المطلق وكما يقول القرآن: “الرجال قوامون على النساء” إذاً حسب رأيهم فإن المرأة وحدها المظلومة لهذا لا يمكن أن نتكلم عن مظالم الرجال. هذا كلام فارغ في الحقيقة هذه عقلية ظالمة للرجال ويمكن أن نقول إنها عقلية نسوية، لأن الرجال كلهم يعلمون أن هم بدورهم وقعت عليهم مظالم والكثير يخاف أن يتكلم حتى لا يتهم بالفكر الرجولي، نجد كثير من الرجال يتكلم عن المظالم الذي تعرضت لها المرأة ولا نجد امرأة واحدة تتكلم عن المظالم التي يتعرض لها الرجل؛ بل لا نجد رجلاً واحداً يتكلم عن المظالم الذي تعرض لها الرجل دون أن نتهمه بأنه ذو عقلية رجولية أو ذكورية. ما هذا الاجحاف في حق الرجل؟ هل نحن في عصر المساواة أم في عصر النسوية؟ هل المساواة بأن نستبدل الفكر الذكوري بالفكر النسوي؟ هل هذه هي الأفكار الإنسانية التي تجعل من الإنسان إنساناً بغض النظر عن جنسه أو جندره؟ 
  • يعترف البعض بأن هناك مظالم للرجل، ولكن يبرر عدم تحدثه عنها بكون أن الرجل قوي ويمكنه الدفاع عن نفسه وعن حقوقه، فلا يستدعي الأمر التوجه إلى منظمات أو مجموعات تنوب للدفاع عنه، فهو رجل يجب أن يأخذ حقه بيده بينما المرأة لا تستطيع ذلك، ولهذا تجد رجلاً يدافعون عن النساء كما يدافعون عن حقوق الحيوان والأطفال وأصحاب العاهات والأقليات… عجيب أمر هؤلاء فهم يدافعون عن المرأة لإنها أقل من الرجل؟ هؤلاء بالفعل يحملون عقلية رجولية وهم لا يشعرون، بل يحقرون المرأة عندما يبررون دفاعهم عنها، فهم يجعلونها عاجزة وضعيفة كما اعتبرتها الأديان، لا مع الأسف هناك نساء أكثر قوة من الرجال ولديهم المقدرة في الدفاع عن أنفسهم، وهناك العديد من الرجال الذين لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم، هذا التفريق بين الجنس البشري من ناحية الجنس أو الجندر هو تفكير ذكوري بامتياز، نحن عندما ندافع عن مظلمة لا ندافع عن من يقدر أن يدافع عن نفسه من النساء أو الرجال وإنما ندافع عن الذين لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم مهما كان جنسه، حتى الحيوانات يمكن أن تدافع عن نفسها وأصحاب الإعاقة وحتى الأطفال… الإعانة هنا يجب أن تكون بصفة عامة للجميع الغير قادرين عن الدفاع عن أنفسهم، ومن يقول خلاف ذلك فهو يحمل تفكير ذكوري لا مبرر له.

إذاً فلنترك كل هذه التبريرات وهي كثيرة ومتشعبة، فهي تمنعنا من التطرق إلى المظالم التي يتعرض إليها الرجل من قبل الأديان والأيديولوجيات بصفة عامة ومن طرف الإسلام بصفة خاصة الذي هو دين وأيديولوجيا وسياسة…

ونختار أهم هذه المظالم التي يتعرض إليها الرجل في الإسلام، وسوف اكتفي بخمسة أجدها مهمة جداً وهي من أكبر المظالم التي يتعرض إليها الرجل في الإسلام، قد تدمر حياته في هذا الوجود منذ ولادته إلى نهاية حياته، عندما أقول تدمر حياته فأنا أعرف تماماً ما أقول وأكيد أن كل رجل واعي يعلم ذلك أيضاً لو فكر ولو للحظة بينه وبين ونفسه لرأى كيف تم رسم حياته منذ البداية وإلى أين تسير وكيف سوف تنتهي…

إنها بالفعل مأساة ومظلمة لا تقل أهمية عن كل المظالم الأخرى وعلينا الصمت والسكوت لأننا رجال!  أو الخوف من الاتهام بالذكورية، إنها بالفعل مهزلة بأتم معنى للكلمة، أنا شخصيا أفضل الحديث والتعبير واتهموني بما تشاءون ومن حسن حظي أني فهمت من ذلك من البداية، فأنا لا أحسب نفسي على أحد إلا نفسي ولا أنتمي لأحد إلا نفسي..

إذاً أنا حر فيما أقول وما أعبر وهذا لا يمثل إلا أفكاري، قد توافقني عليها كلها أو بعضها وهذا أمر يخصك لا يلزمني بشيء. فلنعد للتاريخ كإنسان وإلى الإسلام كدين ونرى كيف أن الإسلام مثله مثل كل الأديان.. ظلمني وظلم كثير من الرجال سواء من وعى بهذا الظلم أو من مازال يعيش تحت أقدامها.

أول مظلمة: الختان أو البتر

قد تقول إن الختان لا يوجد إلا عند اليهود وبعض المسيحيين والمسلمين وبعض المعتقدات الوثنية الأفريقية اليوم، الجواب صحيح أنا أتحدث كمسلم سابق، فهي مظلمة إبراهيمية يهودية إسلامية في الدرجة الأولى قد أُخذت من عادات وتقاليد وثنية إفريقية.

قد تقول إن في الإسلام وبعض المعتقدات الإفريقية قد أمرت بالختان للنساء أيضاً، طبعاً هده مظلمة للنساء لا أنكر ذلك فلا فرق لدي، وإنما موضوعنا هنا عن الرجال.

قد يقول بعض المجددين للإسلام ومن وعوا بهذه المظلمة أن الختان للرجال أو النساء دخيل على الإسلام وغير مذكور في القرآن، طبعاً هنا يجب أن نوضح أن الحكم الشرعي في الختان للذكور والإناث غير مهم في الدرجة الأولى، الأهم هو التطبيق على أرض الواقع، مهما كان رأي الشرع فيه، فالواقع يعتبر الختان أمر مطبق ومفروغ منه خاصة للذكور وهذا الذي يهمنا، ولكن لا مانع من أن نلخص رأي الشرع في الختان بصفة عامة.

نحن نعلم أن مصادر التشريع الإسلامي ليست القرآن وحده، بل هناك السنة والإجماع والقياس وغير ذلك… إذاً القول بأن الختان ليس موجود في القرآن ليس دليلاً كافياً على أنه دخيل على الإسلام وليس من الإسلام، ورغم أن القرآن لا يحتوي على نص صريح وواضح للختان إلا أن هناك آية يعتمد عليها المشرع وهي الآية التي تقول: “ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً” النحل: 16/123 والملة تشمل السنة التي هي في الحقيقة التقاليد والعادات المقدسة في الدين، وثابت عند اليهود والمسيح وعند أولاد إبراهيم من إسماعيل ويعقوب.

أن إبراهيم قد أختتن وعمره 80 سنة بأمر إلهي. إذاً الختان هو ضمن اتباع ملة إبراهيم الذي تميز أولاده عن غيرهم من البشر والتي ذكرها القرآن في الآية التي تقول: “إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين “آل عمران: 33، وهنا القرآن يقول يجب على المسلم أن يتبع سنة إبراهيم ليس فقط أولاد إبراهيم يجب عليهم أن يتبعوا ملته خلاف اليهود الذي يعتبرون الختان خاص بهم لوحدهم، ولهذا تجد كثير من المسيح يختتنون وكل المسلمين يختتنون باختلاف مذاهبهم.

هناك كثير من الأحاديث التي تتكلم عن ختان إبراهيم وكثير من الأحاديث التي تتكلم على ختان المسلمين، بعضها ضعيف وبعضها صحيح، ولكن ليس هناك حديث يأمر بالختان ويجعله واجباً، بل هو سنة على الغالب، ولكن العالم الإسلامي اليوم يطبق الختان على أنه واجب وهذه هي المشكلة. هل يمكن أن نتهم الإسلام بهذا الوجوب الواقعي والغير شرعي؟ الجواب ما هو أكيد أن الإسلام لم يحرم الختان ولم يمنعه، بل شجعه، وعندما نعود إلى بدايات التاريخ الإسلامي لم نلحظ ممارسة الختان بين كثير من الصحابة أو من دخل في الإسلام حديثاً، إنما ظهر الختان في فترة متأخرة جداً في كتب الشرع لا أكثر ولا أقل.

نحن الآن نتحدث عن عصرنا الحالي الذي يعتبر فيه ختان الذكور خاصةً أمر متعارف وفي مقام والواجب وهذه مظلمة كبيرة في حق الذكور والإناث، ونحن اليوم نعلم مضار هذا الختان من الجانب الجسمي والنفسي الذي يلحق بالطفل ويؤثر على كل مسيرة حياته.

بأي حق تتعدى على الطفل باسم دين أو عقيدة؟ بأي حق تخلق عاهة في جسم طفل بالختان أو حتى تثقب أذنين الفتيات أو تُحدث أي تغيير في جسم طفل يلاحقه عمره كله؟ صحيح من حق أي إنسان عندما يصل للبلوغ والمسؤولية أن يفعل ذلك أما فرضه عليه بالقوة في سن مبكرة من عمره دون اختياره ودون قبوله هذا أمر لا يقبله العقل ويعتبر تعدي ومظلمة كبيرة على الطفل وخاصة نحن نعلم الآن تأثير هذا البتر للعضو الذكري أو الأنثوي على حياة الطفل في المستقبل ومن الصعب إعادته، ولا يمكن إصلاح المضار التي تقع من سن مبكر.

اليوم ليس هو الأمس، وحقوق الطفل تطالب بجعل الطفل يعيش طفولته دون اقحامه في عالم الكبار، من حق الطفل أن يعيش طفولة سليمة، دون بتره أو وصمه بعلامة جسدية أو أخرى تميزية عن بقية الأطفال، وهذا لا يخص الإسلام وحده أو الأديان وحدها بل كل الأيديولوجيات التي تريد طبع الطفل بطابع معين، الطفل ليس لعبة ولا أداة للبروباغندا، الطفل ليس ملكك ولا ملك الدولة أو الدين أو الأيديولوجية.. الطفل ملك نفسه وملك عصره، إذاً أي تعدي عليه مهما كان يعتبر تعدي خاصة عندما يتعلق الأمر ببتر عضو أساسي في جسمه تحت أي مسمى، وهذا التعدي يجب محاسبته ومنعه بالقانون، كما يجب التوعية لمضار الختان على الطفل.

محاربة ومنع ختان النساء الذي هو بدوره مظلمة، لا يقل أهمية عن محاربة ومنع ختان الذكور، أين منظمات حقوق الطفل التي تصمت ولا تحرك ساكناً فيما يخص هذا التعدي على الذكور وحرمتهم الجسدية؟ هل لأن اليهود يختنون أيضاً ولا يريدون أن يجرحوا مشاعرهم الرقيقة؟ أو خوفاً منهم ومن تدخلهم السافر في القوانين العالمية ولا يمررون أي قانون إلا بمباركة من اليهود؟ أتعجب أين هو الإنسان من كل هذا؟ أين المتحضر من كل هذا؟ أم الكيل بمكيالين مثل ما عودونا؟

الذي اردت أن أقوله لكل إنساني ولكل منصف ولكل متحضر، إذا ولدت ذكراً في عائلة مسلمة فإنك سوف تبتر في أهم عضو في بدنك، وبدون استشارتك ولا قبولك، سوف تأخذ على عين غفلة وأنت مازلت طفلاً لا حول ولا قوة لك وسوف يتم قطع الحشفة وأنت لم تبلغ بعد ولا تعرف معنى الحشفة ولا معنى الجهاز الجنسي، وسوف تكبر وأنت تفتخر أنك ناقص ومبتور العضو الذكري لأن بعد هذا التعدي سوف يرسخون في عقلك أن ذلك جيد وأنه يجعل منك مسلم أو يهودي أو غيره….

صدقوني لا يمكن أن تتصوروا ماذا يحث للذكر عندما يعي بذلك ويعلم أن أغلب مشاكله الجنسية من سرعة القذف وغيرها من المضار التي تؤثر على حياته الجنسية والجسدية والنفسية سببها هذا الختان الذي فرض عليه وهو طفل والمشكلة لا يمكن له فعل شيء إلا العيش بتلك العاهة المفروضة عليه، لو كنا نعيش في دول القانون وحقوق الطفل والإنسان لما وقع لنا ذلك ولو وقع.. من حق أي شخص تعرض لهذا البتر أن يحاكم من تسبب له في ذلك، الحقيقة المؤلمة عندما تولد ذكر في عائلة مسلمة فهي مظلمة لا تقل مرارةً من مظالم الأنثى ولكن لا نتكلم ونفضل الصمت عندما تكون المظلمة رجالية.

ثاني مظلمة: فقدان العطف والاهتمام

الكثير يتكلم عن المظالم التي تتعرض لها الأنثى في العائلة المسلمة لأنها أنثى، ولا يتكلم أحد عن المظالم التي يتعرض لها الذكر فقط لأنه ذكر.

منذ الولادة نعتبر الأنثى ضعيفة وحساسة وتحتاج إلى كثير من الاهتمام والعاطفة، والذكر قوي ولا يحتاج إلى الاهتمام ولا العاطفة، رغم أن كلاهما رضيع وكلاهما ضعيف وكلاهما حساس لا فرق بينهم عند الولادة، لماذا هذه المظلمة منذ الولادة على الذكر والأنثى؟

 صحيح في ذلك الوقت ومنذ وقت قريب من الآن فإن المرأة كانت تعتبر دائماً في المرتبة الثانية بعد الرجل وذلك ليس عند المسلمين فقط بل في كل الأديان تقريباً خاصة الإبراهيمية، ولكن كل ذلك تغير مع تطور الوعي والمعرفة لدى الإنسان، الإسلام مثله مثل كل الأديان بصفة عامة لم يخرج عما هو متعارف عليه في عصره ولكنه أصبح مقدس وجعل التفريق بين الذكر والأنثى أمراً إلهياً مسلم به.

 يبدأ التفريق منذ مرحلة الطفولة، على سبيل المثال، طريقة حمل الأنثى وهي رضيعة يكون أكثر حنية من حمل الذكر، عندما يبكي الطفل لا نسرع إليه مثل الطفلة لإسكاته لأنه رجل، عندما يكبر قليلاً لا نهتم به كثيراً ونتركه يخرج لوحده ويلعب لإنه ذكر بينما البنت نخاف عليها ويجب أن نحميها، نغرس في عقل الطفل أنه رجل ويجب أن يكون قوياً ولا يبكي أبداً ولا يجب علينا نبدي عليه أي عاطفة ولا يجب عليه أيضاً أن يكون عطوفاً، ولكن بالمقابل نطلب من الطفلة ذلك.

يكفي أن تنظر من حولك سوف تلاحظ أن الطفل لا يتم رعايته بحنان بل بخشونة مم يجعله أكثر خشونة وفاقد للإحساس وفي بعض الأحيان يقتلون المشاعر لديه حيث لا يحق له البكاء بينما الفتاة من طبعها أن تبكي ولو لم تبكي فهي تتشبه بالذكور، وإن رأينا طفلاً يبكي فنبدأ بتحقيره ونشبهه بالفتاة الباكية مما يولد لديه عقدة أيضاً اتجاه الفتيات. باختصار شديد فإن الرجولة للأسف تقاس بالخشونة والشراسة وفقدان العاطفة بينما تقاس الأنوثة بالضعف والبكاء.

الذي أردت أن أقوله من كل هذا أن الذكر لا يتلقى حتى القليل من الحنان والاهتمام الذي تتلقاه الأنثى، لو أن كثرة الاهتمام والحنان للأنثى مظلمة فإن قلتها مظلمة للذكر أيضاً، هذا التفريق بين الذكر والأنثى منذ الولادة هو مظلمة لهما وليس للأنثى فقط، فكلاهما إنسان قبل أن يكون ذكر وأنثى والتعامل معهم يجب أن يكون متوازي ومتساوي ليس على أساس جنسهم أو جندرهم بل على أساس إنسانيتهم.. الذكر أيضاً في حاجة لأن يمسح دمعته وأن يعانق وأن يقبل ونهتم به منذ نعومة أظافره لا الأنثى فقط، الذكر في حاجة في المواساة والمراقبة والاهتمام ليس للأنثى فقط.

ثالث مظلمة: الزواج أو العلاقات

نشاهد في العلاقات بصفة عامة الذكر عليه القيام بكل شيء وهذا كما قلنا ونقول ليس خاص بالإسلام وحده بل يشمل كل الأديان الإبراهيمية وهي طبيعة موجودة لدى البشر منذ القدم، عندما كان التفوق الجسدي للذكر أمراً مهماً لمواجهة الطبيعة القاسية، هذه الأمور طبعاً لم يكن يعلم بها لا إله إبراهيم ولا موسى ولا عيسى ولا محمد، واعتبر التفوق الذكوري أمر دائم ولا يمكن أن يتغير، البشرية اليوم تغيرت وسوف تتغير في المستقبل، إذاً الفكر الديني بصفة عامة ونظرته للمرأة والرجل لم تعد صالحة لا اليوم ولا في المستقبل.

لو ننظر للدين رغم أنه سلب المرأة كثيراً من الحقوق وهي مظلمة واضحة، والمظلمة هنا لا تكون بسلب الحقوق فقط، بل تكليف الطرف الآخر ما لا طاقة له أي الذكر، وهذه مظلمة لا تقل أهمية عن مظلمة المرأة.. وهنا نذكر بعض المظالم المتعلقة بالزواج والعلاقات:

  • المبادرة، الإسلام أو الأديان بصفة عامة والإبراهيمية خاصة، منعت المرأة من المبادرة لاختيار شريك حياتها بحيث عليها أن تختار فقط من بين من يختارها، وفي نفس الوقت أعطى حق المبادرة للرجل وجعله هو المبادر وعليه أن يتقبل من ترفضه أو يسعى بكل الطرق لإقناع من ترفضه وهذا في حد ذاته مظلمة. لماذا على الر جل فقط ان يبادر ولا يسمح للمرأة أن تبادر أيضاً؟ لماذا جعل الرجل هو الذي عليه أن يقوم بالخطوة الأولى وأن يكون إيجابي وعلى المرأة أن تكون سلبية وتترقب أن يتقدم لها رجل لكي تقبل وترفض كما تريد، إذاً كما يعتبر حرمان المرأة من حق الاختيار مظلمة فإن فرض المبادرة وتقبل الرفض مظلمة للرجل أيضاً، رغم أن في التاريخ الإسلامي نرى خديجة وغيرها من النساء من كانت لهن المبادرة، ولكن هذه حالة خاصة فقط فالشائع هو المبادرة من الرجل وهذا ليس عدل ولا مساواة. لا ننسى أيضاً كم وقعت من جرائم اليوم بسبب رفض المرأة خطبة بعض الرجال فإن الرجل يرى في رفضه إهانة لكرامته بعد ما تم زرع الفكر الذكوري في عقله منذ الصغر.. فكيف له أن يتقبل هذه الإهانات!
  • المهر، هذا المبلغ الذي يجب على الرجل أن يدفعه للمرأة للزواج أو المتعة فهي أقرب للبيع والشراء إن لم نقل العهر المقنع، طبعاً هذا المهر أو المقابل لم نرى امرأة تعترض عليه وكأنه أمر طبيعي وحق من حقوقها ولا يعتبر إهانة للمرأة قبل أن يكون عبئاً على الرجل، بأي حق على الرجل أن يدفع مال للمرأة لكي يتزوجها وهي تقبل ذلك؟ بعض النساء المسلمات إن لم أقل أكثرهن حتى من يسمون أنفسهم نسويين ويدافعون على حقوق المرأة لم نجدهم يعترضون ضد المهر الذي يعتبر من أكبر المظالم على الرجل، هذا استغلال ونفاق!
  • النفقة هي تتبع المهر ولكن تلزم الرجل كامل حياته حتى بعد الطلاق بدفع النفقة على الأولاد وهو المسؤول الوحيد عن هذه النفقة وإن كانت المرأة لها القدرة على ذلك أو حتى أغنى من الرجل عليه هو وحده مسؤولية النفقة، لماذا؟ لإنه رجل! أليست هذه أيضاً مظلمة في حق الرجل؟ طبعاً مظلمة ومظلمة كبيرة فالرجل تقع على عاتقه مصروف البيت ومصروف زوجته والأولاد وعليه أن يعمل ليل نهار مثل العبد ويحرم نفسه من كل شيء لكي ينفق على زوجته وأولاده، أيضاً لا نرى نساء تتكلم عن هذه المظلمة التي يتعرض لها الرجل وكأنها حق من حقوقهم وتجدهم يتذمرون من معاملة الرجل لهم، ألم يبيعوا أنفسهم كعبيد وتركو أنفسهم تحت رحمته، يواجه جميع الضغوط والمشاكل ووضعوا على عاتقه كل شيء ثم يتذمرون يطلبون منه أن يكون لطيفاً وطيباً معهم؟؟؟؟ لعلك تقول لي أن المرأة تهتم بالبيت والأكل وتربية الأولاد، أقول لك من قال لك أن الرجل لا يحب ذلك أيضاً؟ لماذا لا يتم تقاسم المهام كبشر والتفاهم وعدم وضع عبئ البيت والتربية كله على المرأة والمصاريف والنفقة كلها على الرجل ألم يقل المثل تبديل السروج فيه راحة والتعاون والتقاسم كبشر وليس كعبد وسيد، وأمر النفقة يتبعه كثير من الأمور الأخرى لهذا سوف نتكلم عنه لوحده مع المسؤولية المعنوية والمادية في النقطة الرابعة من المظالم التي يتعرض لها الرجل.

رابع مظلمة: المسؤولية المادية والمعنوية

الآية: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا﴾ سورة النساء 34 تلخص كل شيء في القرآن حيث أن المرأة باعت نفسها لزوجها بمهر ونفقة وعليها السمع والطاعة في كل شيء وهي مظلمة أن يجبر دين إنسان أن يبيع نفسه، وهي مظلمة للرجل أيضاً أن جعل كل المسؤوليات عليه ليس كزوج فقط بل كأب وأخ. ذهب الإسلام أبعد من ذلك بأن جعل من الرجل حاكم ومحاسب للمرأة إن خرجت عن تعاليم الدين الإسلامي فعليه أن يراقب المرأة في تصرفاتها وحجابها ولبسها وتزينها، من قال لك أن الرجل يحب فعل ذلك؟ وهل كل الرجال يريدون أن يتحملوا هذا العبء الثقيل في المراقبة والتحكم في المرأة سواء كانت أخته أو بنته أو زوجته؟ وإن لم يفعل ذلك فيتم تحقيره ووصفه بالديوث!

هذه المسؤولية المادية والمعنوية الذي يفرضها الإسلام وكل الأديان بصفة عامة وخاصة الإبراهيمية على الرجل هي مظلمة لا تقل مظلمة عن مظلمة المرأة لجعلها تحت تصرف الرجل، وهنا الإسلام يسمح للرجل أن ينهر المرأة وحتى ضربها ويصل الأمر حتى للقتل ما يطلق عليه جرائم الشرف التي يلزم بها الرجل للحفاظ على شرفه الموجود في المرأة. أي ظلم هذا يلزم الرجل بذلك؟ ما دخل الرجل فيما تفعله أمه أو أخته أو بنته أو زوجته لكي يتحمل ما يسمى في الإسلام ذنبها وشرفها وشرف العائلة؟ أليس هذه مظلمة للرجل وعبء ثقيل عليه وإن لم يفعل ذلك يعتبر مذنباً وديوثاً وليس برجل! متى نفهم أن المرأة إنسان والرجل إنسان وكل واحد منهم إنسان مسؤول عن نفسه مادياً ومعنوياً، ولا سلطة ولا تحكم لأحدهم على الآخر، حيث نرى في مجتمعاتنا الأم تربي الطفل على هذه العقلية التسلطية وتربي البنت على العقلية الخاضعة.

يفرقون بين إنسان وإنسان ويعطون لأحدهم السلطة والتحكم والمسؤولية المادية والمعنوية على الآخر، ويطلب من الآخر أن يخضع ويستسلم ويُستعبد، هل هذا عدل؟ هل هذا تصرف إله يدعي أنه يعلم طبيعة الإنسان؟ لا طبعاً هذا تفكير قديم كان في وقت من الأوقات ولم يعد له وجود اليوم حيث المرأة لا تقل عن الرجل والرجل ليس خيراً من المرأة، كما أن تقسيم أدوار اختياري يمكن للمرأة أن تقوم بدور الرجل والرجل يقوم بدور المرأة.. هي تفاهم وتبادل واتفاق بينهم لتسيير العائلة أو الأسرة.

خامس مظلمة: الجهاد والتجنيد الإجباري

التجنيد الإجباري للرجال موجود في أغلب دول العالم، وهناك دول ألغت الإجبار وجعلت التجنيد عبارة عن مهنة بالنسبة للرجال والنساء لا فرق بينهم، لكن الإسلام بصفة خاصة هو دين سياسي وحربي بامتياز، جعل الحرب أو ما يسمى بالجهاد إجبار للرجال طبعاً، لو كان الإسلام مجرد صنع بشري يمكن أن نتفهم أنه كان صنيعة عصره في الماضي.. أما اليوم كيف نبرر قدسية الجهاد في الإسلام عندما نقارنه بما توصلت إليه البشرية اليوم من أفكار إنسانية تمنع الاجبار والفرض؟ نعم هذه الأمور يجب أن تكون اختيارية ولا يجب أن تفرض لا على الرجال ولا على النساء. إذا إن ادعاء ألوهية الإسلام وأنه يعلم بكل شيء ويعرف طبيعة الإنسان كي يخص الرجال بالجهاد بل وجعله إجبارياً! وهذه أكبر مظلمة يتعرض لها الرجل المسلم، لأنه حتى لو لم يرد الجهاد فهو عاصٍ ومرتد.

بأي حق يجعل هذا الإله الموت قصراً وفرضاً على الرجل المسلم؟ بأي حق يجبره أن يموت من أجله؟ يمكن أن يموت دفاعاً عن النفس أو الأهل أو الوطن وهذا مقبول، ولكن الموت من أجل أيديولوجية أو دين فإن هذا أمر لا يقبله العقل أصلاً.

لا يكفي ما يتعرض له الطفل المسلم منذ ولادته من البتر لعضوه الذكري وقلة الحنان وجعله في المقدمة والمبادرة والنفقة والتحكم والمسؤولية المادية والمعنوية ونضيف الموت إلى تلك القائمة، ليموت رغماً عنه أثناء الجهاد أو يرفض فيكون خائناً ليقتل كالمرتد. القران من سورة التوبة اية ١١١ تلخص كل شيء : إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ .

الإسلام باع المرأة للرجل وباع الرجل لإله الإسلام هو سلم عبودية وبيع وشراء، سلسلة هرمية تمثل هرمية الإسلام في الاستعباد والخضوع والاستسلام الذي منه أتى اسم إسلام، كما يعلم الكثير إسلام ليست مشتقة من سلام بل مشتقة من جذر سلم أي خضع واستسلم وسلم نفسه كما المرأة في الإسلام تسلم نفسها للرجل والرجل سلم نفسه لإله الإسلام، هل هناك مظلمة يتعرض لها المسلم أكثر من هذه المظلمة أن يسلم حياته على طبق لرب الإسلام؟ لا ننكر مظالم المرأة فهي بلا شك مظالم لا نقاش فيها ولكن مظالم الرجل لا تقل أهمية من مظالم المرأة والجهاد والموت فهو أكبر مظلمة يتعرض لها الرجل المسلم في الإسلام أن يقتل غصباً عنه من أجل هذا الدين.

اكتفي بهذا القدر من مظالم ضد الرجل المسلم في الإسلام رغم أن كل واحدة منها تتفرع لعدة مظالم والتي تصاحب أي إنسان قليل الحظ يولد في عائلة مسلمة وعليه أن يتحمل هذه المظالم من المهد إلى اللحد وما أسرع اللحد للرجل منه للمرأة خاصة تحت حكم دولة إسلامية تطبق الشريعة.

اختم هذا المقال بالقول.. الإسلام لم يظلم المرأة فقط بل ظلم الإنسان أولاً وظلم الطفل وظلم كل من لا يدين بدين الإسلام، الإسلام هو بحد ذاته لعنة، الإسلام ليس لعنة فقط بل هو مسخرة للعقل وللمبادئ الإنسانية التي هي في تطور مستمر وهذا وحده يدل على أن كل ما جاء في الإسلام لا يمكن أن يكون صادر عن إله يعرف الإنسان بل صدر وظهر على حسب بيئة عصره وتم صبغه بهالة المقدس وبقي إلى اليوم على أنه مصدر إلهي ورباني.. وفي الحقيقة ما هو إلا تخلف وانحطاط وسخرية من المبادئ الإنسانية وما توصل إليه العقل الإنساني من تمدن وتحضر.

ماسين كيفن العبيدي

titre

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر المقالات …

لماذا من الصعب مقاضاة راشد الغنوشي؟

لماذا من الصعب مقاضاة راشد الغنوشي؟

لماذا من الصعب مقاضاة راشد الغنوشي وعصابته؟
هل تعلم لماذا لا يستطيع قيس سعيّد والقضاء التونسي محاكمة راشد الغنوشي وعصابته على جرائمهم في حق تونس على مدى نصف قرن؟ لأن هذه الجرائم تصنف تحت خانة الجرائم السياسية

قراءة المزيد

Pin It on Pinterest

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية ولا تفوت الجديد!