هل الكون ليس فقط مادة؟
السلام على من اتبع العقل و نبذ النقل و فكر عسلامة
في الحقيقة كنت متشوق لقراءة الكتاب ونقده ولكن بعد قراءتي للكتاب لم أجد القدرة لمواصلة نقد كتاب بهذا المستوى ولكني وعدتكم ويجب أن أوفي بوعدي، كل ما قرأت الكتاب من فصل إلى فصل دائماً أقول الحمد والشكر للعقل، كيف سيكون حالنا بدون العقل والمنطق ؟! أكيد سوف نكون بمستوى من كتب هذا الكتاب و من يصدق أن هذا الكتاب يحمل دليل علمي على وجود خالق. كل صفحة من هذا الكتاب تراني كالمجنون أكرر لا حول ولا قوة إلا بالعقل ونعم المنطق.
هذا الفصل يلخص عقلية الكاتب وهو في الحقيقة من الأول الكتاب إلى الآن وهو يكرر في نفس الكتاب وخلال بقية الكتاب سوف يكرر نفس الكلام، الفكرة الرئيسية التي أنطلق منها أن إثبات أن الكون غير مادي فقط إذاً هناك خالق!
رأينا في الفيديو السابق ما هي الادلة ؟ وأنواع الأدلة التي قدمها الكتاب، هي أدلة علمية تنقسم إلى قسمين:
1- الأدلة التجريدية الرياضية.
2- الأدلة الفعلية الحقيقية الواقعية.
والأدلة التجريدية هي دليل مطلق مثل 1+1=2، أما الأدلة الفعلية الحقيقية وهي خمسة مجموعات، وهنا الكاتب وضع نظرية وجود خالق في المجموعة الرابعة من الأدلة الفعلية أي المجموعة الخامسة من مجموع الأدلة الستة، بالنسبة له هذه المجموعة التي لا تخضع إلا للنظرية وموافقتها للواقع يمكن أن نحكم على مدى صحتها، فعندما توافق الواقع تعتبر دليل ليس قوي جداً ولكن مقبول. مثل نظرية التطور وظهور الحياة على الأرض حيث لا يمكن إخضاعها لا للنظرية التجريدية ولا للتجربة ولكنها مقبولة، طبعاً قلت في الفيديو السابق أن نظرية وجود إله يمكن وضعها في المجموعة الأخيرة والدليل فيها قريب من الصفر مثل الأكوان المتوازية وهي المجموعة السادسة وهي تخضع للنظري فقط وليس مطابقتها مع الواقع، رغم أن الكاتب نسي أو تناسى مجموعة أخرى وهي المجموعة السابعة وهي أقل من الصفر وفيها نظريات الخرافات والأساطير والخيال …
هذه المجموعة أو هذه الخانة التي لا تعتمد إلا على النظري فقط هي من وحي الخيال يمكن أن يكون لها عبرة نفسية أو اجتماعية أو مجرد تصور بعيد كل البعد على الواقع وإبداع خيالي في هذه المجموعة يمكن أن نضع فكرة الدين وفكر وجود إله وفكرة التنين وعروس البحر والسنافر والحصان المجنح ….ولكن طبعاً الكاتب لم يذكر هذه المجموعة من الأساس بالنسبة له الخيال والأساطير ماهي إلا حقيقة.
وقبل أن انطلق في الفصل الثالث الذي هو قصير وكارثي من العنوان وهو نظريتين معكوستنين الأولى أن للكون الخالق والثانية أن الكون مادي، اذكر قصة قصيرة، حكم بالإعدام على عالم دين وقاضي وعالم في الفيزياء، بعاً الإعدام كان بالمصقلة التي تفصل الرأس عن الجسد، قبل الإعدام طلب من كل واحد أن يقول كلمته الأخيرة قبل الموت، تقدم في الأول عالم الدين فقال: أبي الذي في السماء يرحمني وأنا أثق في عدله، وعندما نزلت المقصلة توقفت ولم تقطع رأسه، فتم إطلاق سراحه والكل متعجب لعظمة ربه والناس المؤمنين أصبحوا يحمدون ويبجلون وينادون بالمعجزة التي وقعت لعالم الدين كيف انقذه إلهه من الموت، ثم تقدم القاضي وسألوه نفس السؤال فقال: إني أثق في المعادلة الكونية وأفوض أمري لها، نفس الشي المقصلة توقفت في نصف الطريق ولم تقطع رأسه وتم إطلاق سراحه والناس منبهرة من العدالة الكونية، ثم تقدم العالم الفيزيائي وسألوه نفس السؤال فقال: أريد قول شيء واحد فقط وهي أن المصقلة لم تقطع رأس عالم الدين والقاضي لأن في الحبل عقدة وهذه العقدة تمنع من نزول المصقلة إلى تحت فتقطع الرأس ، فتم إصلاح المقصلة وتم قطع رأس العالم الفيزيائي.
العبرة من هذه القصة، أن نشر الجهل سهل جداً ومكسب مربح مادياً واجتماعياً، نعم ليس هناك أسهل من نشر الأكاذيب والفنتازيا والخرافات والجهل، هذا ينتشر بسرعة ويصدقه عامة الناس بسرعة مثل هذا الكتاب، أو مثل كل المعلومات على وسائل التواصل الاجتماعي التي ليس فيها أي قيمة معرفية وتأويل وتزوير وقصص غير علمية، كثير يحب الخرافة ويحب القصص الخيالية مع الأسف وهذا الكتاب أكبر دليل على ذلك والأمثلة كثيرة يكفي أن تشاهد من حولك.
نعود للكتاب الإله الجهل البرهان، هذا الفصل الثالث لا يحتاج إلى جهد لكي تفهم أنه مسخرة، يكفي أن انقله كما هو ويكفي أن يكون لك غرام واحد من العقل حتى تكتشف وحدك سخافة الكاتب، بل هذا الفصل هو أكبر دليل واضح على تلاعب الكاتب بالمنطق ويخالف كل الأسس المنطقية التي ذكرها هو في الفصل الثاني، اذكر هنا التسلسل في التحليل المنطقي الذي يقع على 3 مراحل :
المرحلة الأولى: هي النظرية أو فرضية وسوف اذكر كمثل 3 فرضيات:
1- ذكرها الكاتب في هذا الفصل وهي فرضية الكون فقط مادي عكس الكون له خالق، هذه الفرضية من الأول خاطئة لهذا قبل أن تبدأ في تتبع أي تسلسل منطقي يجب أن تنتبه للفرضية أو النظرية التي هي المقدمة الأولى هل هي صحيحة أم لا ؟ للعلم إن الانطلاق من فرضية خطأ من الأول هي أسوأ أنواع التسلسل المنطقي، يكفي معرفة أن النظرية فيها مغالطة من الأول أنها خاطئة ولا داعي لتتبع الباقي لأن النتيجة أيضاً سوف تكون خاطئة، المنطق يقول لو النظرية خطأ النتيجة بالضرورة تكون خاطئة.
2- تكون النظرية صحيحة ولكن غير كاملة مثل ضربنا المثال كل القطط لهم شنبات أي شوارب، وهتلر له شنبات هنا الافتراض أو النظرية الأولى صحيحة، هنا المنطق يقول عندما تكون المقدمة أو النظرية صحيحة في بعض جوانبها أو غير كاملة ليس بالضرورة تكون النتيجة صحيحة. لأن في هذا المثل ليس كل من له شوارب هو قطة! في الحقيقة نظرية القطط تشبه قليلاً نظرية الكاتب الذي قدم نظرية خاطئة من البداية، إذاً نظرية القطة يمكن أن تخدع الناس لأن جوانب منها صحيحة ولكن نظرية الكاتب هي ظاهرة من البداية خاطئة من الأساس.
3- نظرية التطور التي تقول إن التطور الحيوانات الموجودة الآن ومن بينهم الإنسان وقع عبر عصور ومئات الآلاف وملايين السنين، هنا لا نعلم إن كانت هذه النظرية صحيحة أم لا، يجب أن نطبقها على الواقع لكي نتأكد وهذه هي المرحلة الأولى. قبل أن أواصل التسلسل يجب أن أذكر أن الكاتب وضع نظرية التطور في نفس مجموعة أن نظرية الكون مادي وأن له خالق، ننتقل إلى المرحلة الثانية في التحليل ونحاول أن نقارن النظريات على حسب الواقع.
المرحلة الثانية: التحليل والأدلة ونواصل على حسب هذين الأمثلة الثلاثة:
1- نظرية الكاتب: الكون مادي فقط، يقول لو الكون مادي فقط إذاً ليس له بداية وهنا يذكر سببين:
الأول: فلسفي وهنا يذكر قول بارمينيدس أحد الفلاسفة اليونانيين 450 قبل الميلاد، يقول من العدم الكلي لا شئ يمكن أن يظهر، يقول الكاتب أن هذه المقولة صحيحة لأن ليس هناك أي فيلسوف خالفه، صحيح ما يقول لأن من قال لك أن قبل هذا الكون هناك عدم كلي؟ هل قال لك هذا الفيلسوف أن قبل الكون كان هناك عدم كلي؟ هل هناك من أثبت أن قبل الكون عم كلي؟
لا إذاً لا وجود للعدم الكلي أصلاً ما العدم إلا نوع من أنواع الوجود مثل الفراغ هو فراغ صحيح ولكي ليس فراغ كلي لا وجود للفراغ الكلي وهذا مثبت علمياً ومستحيل أن يكون هناك فراغ كلي في الكون فكيف تدعي إن هناك عدم كلي؟ إذاً هنا اعتمد على فكرة العدم الكلي عليه أن يثبت لنا أن هناك عدم كلي لكي يمكن أن يقول بعد ذلك أن الكون لم ياتي من عدم كلي وهنا مغالطة ثانية في تسلسل الأدلة.
ثانياً: علمياً حيث يقول إن هناك قاعدة علمية في الكون تقول: لا شيء يضيع، لا شيء يُخلق، كل شيء يتحوّل وهذا يعني أن الكتلة والطاقة الموجودة في الكون لا يمكن أن تأتي من لا شيء، صحيح كلامه ولكن هل يمكن ان تثبت لنا أن العدم قبل ظهور الكون هو لا شيء ؟ لا طبعاً لا يمكن إذاً لا يمكن أن تقول عن العدم أو اللاشيء هو معدوم كلياً. لا تدري ما هو موجود قبل الكون إذاً لا تصدر حكماً وتقول إنه لا شيء وليس له لا طاقة ولا كتلة لكي تثبت فكرتك لا، هذه معادلة خاطئة. ولكن ما هو ثابت في الكون أن لا شيء يضيع ولا شيء يخلق بل كل شيء يتحول.
وهنا الكتاب يدخل في هستريا في سب العلماء (يقصد العلماء الماديين) مثل ما فعل في أول الكتاب ويتهمهم بكل التهم أنهم لا يريدون أن يقبلوا ما توصل إليه العلم من موت الكون حرارياً والإنفجار العظيم ودقة الكون ويضعون افتراضات أخرى مثل العوالم المتوازية لكي يهربوا حسب قوله من الحقيقة المطلقة أن للكون بداية الذي بالنسبة إليه يعني هناك خالق.
2- الكون لا يمكن أن تكون له نهاية لأن إثبات نهاية يعني الاعتراف ببدايته وهنا يذكر الاكتشافات العلمية فيما يخص الموت الحراري للكون.
3- هنا يقول لو الكون مادي فقط أي ليس هناك خالق إذاً الصدفة هي التي تحكم الكون وفي هذه الحالة لا يمكن أن تكون القوانين نفسها في الكون وإن دقة الكون من الأول هي أكبر دليل على أنه ليس مادي فقط وإن هناك قوة غير مادية هي التي تسيره وهي الخالقة.
4- هنا يقول لو الكون مادي فقط يعني ليس هناك معجزات أبداً، لا أدري لماذا يتكلم عن المعجزات هنا حقيقة إنها فضيحة.
5- لو الكون مادي فقط لما كان هناك أنبياء ولا وحي، غريب أمر هذا الإنسان.. من قال لك هناك وحي وأنبياء أصلاً؟!
6- لو الكون مادي فقط لما كان هناك الخير والشر.. مرة أخرى ماذا يفعل الخير والشر هنا.
7- لو كان الكون مادي فقط لما كان هناك الشيطان ملائكة وأرواح شريرة ولبس الجن أو الأرواح والرقية الشرعية.
خليني ساكت لنضرب واحد منكم الآن!!
إذاً بالنسبة له لا يمكن أن يكون الكون مادي فقط بهذه الادلة التي ذكرها طبعاً هو يتكلم وحده خلينا نكمل نشوف الأمثلة الأخرى.
0 تعليق