هل القدر كذبة أم حقيقة؟
القدر أو المصير هو إيمان إنساني مهمٌ جداً في حياة الكائن أو الجّماعة أو المجتمعات. يعتقد الجّميع بدرجاتٍ متفاوتة أن القَدر أو المصير يحكم حياتنا و كل ما يحدث لنا. السّؤال الذي يُطرح على شفاه الجّميع هو ما إذا كان المصير موجودًا. ما هو القدر؟ هل يمكننا تغييره؟ وكيف ؟
مثل الآخرين تساءلت و بحثت عن إجابة يمكن أن ترضيني ويمكن أن تكون مفيدةً لمن حولي . هل أؤمن بما يسمى القدَر؟ من خلال خبراتي لا يمكنني إنكار وجود هذا المصير لأنني أعيشه وأراه في حياتي كل يوم . علماً أنّني لا أؤمن بالصّدفة ، و ما هي بالنّسبة لي إلّا مجموعةٌ من الظّروف والعوامل الّتي تحدث في الزّمان و المكان. في الواقع و حتّى بامتلاكنا الحد الأدنى من الوعي يمكننا أن ندرك وجود القدر . لكن هل هذا القدر محتوم؟ هل يجب أن نستسلم له في مسيرنا؟
لا أعتقد أن أي شيء حدث بالصّدفة ، كما لا أؤمن بظهور البداية بدون مقدّمة باستثناء “العدم” لأن ذهني لا يتخيلها. “العدم” غير موجود بالنّسبة لي ، لذلك يتوقّف علمي و عقلي عند حدود الأشياء الموجودة بشكلٍ ملموس. لا شيء يحيط بالأشياء الموجودة الّتي تتطور في هذا الفراغ السّلبي يثبت أن الأشياء لم تظهر بدون افتراضات قبل وجودها المادي. على سبيل المثال إذا توَفيت اليوم ، فإنّه ليس نتيجة الصّدفة أو القدر كما هو شائع الاعتقاد ، بل هي الظّروف الّتي جعلتني أموت في هذا اليوم و ليس آخر.
المصير موجود لكنّه ليس الله ولا قوةٌ خارقة هي أصله. مصدر المصير هو الشّخص نفسه: نحن فقط ما نستحق أن نكون و ما أردنا أن نكون . في الواقع ، ليس هناك مصدرٌ واحد فقط للمصير، و لكن لا حصر للأشياء المحيطة بنا و الّتي تنسج مصيرنا لتجعلني أموت اليوم أو غدًا أو للقاء هذا الشّخص أو آخر. هذا القدر أو هذا المصير يُحدّد من الماضي فأنا في الحاضر أعيش القدر الّذي قدّرته في الماضي فهو إذاً مقدرٌ لأنّه مبني في الماضي . أعيش الحاضر المقدر من الماضي نعم أما المستقبل يمكن أن أغيره بتغيير الحاضر و هكذا إلى ما لا نهاية.
يمكننا فقط الحصول على فكرة عن مصيرنا من خلال إيلاء المزيد من الاهتمام لما يحدث لنا الآن. من وقتٍ لآخر علينا أن نغوص داخل أنفسنا من أجل تخمينٍ أفضل لما سيحدث لنا و ما يخفيه مصيرنا ، فمن خلال تناوله مسبقًا و بما فيه الكفاية يمكننا العمل على قدرنا لتجنب الأسوأ وتسريع الأفضل ، إذا كان هناك أفضل …!
0 تعليق