ما هي أسباب الخوف من الإسلام؟
سؤالٌ جوابه طويلٌ جدًا، لكنني سأحاول الإيجاز. بدايةً، لا تنسَ أنني نشأت في عائلة تقليدية، وشهدت ثورةً إسلامية داخل عائلتي الصغيرة عام 1975، مما سمح لي بأن أعيش حياة المسلم “الصالح”، التي قادتني إلى التشيع، ثم إلى الإسلاموية، وأخيرًا إلى الأصولية والإرهاب، في سبيل تحقيق الهدف النهائي لكل مسلمٍ صالح، وهو الموت شهيدًا.
إن قيام الإسلام على مبدأ الجهاد هو ما يمنحه استمراريته وقوته. صدّقني، كل من يطلق على نفسه مسلمًا ولا يسعى لنيل الشهادة، ولا يفعل كل ما بوسعه لتحقيقها، هو في نظر الإسلام مجرد منافقٍ وجبانٍ وفاسد، يعرقل مسيرة المسلمين. لن أخوض معك في نقاشٍ لاهوتي، لكنني أتحدث إليك عن معرفةٍ حقيقية بالإسلام.
فقد الإسلام قوته عندما بدأ بالتخلي عن الجهاد، وسيبقى في حالة ضعفٍ وانحطاطٍ ما لم يُعِد نشره. لكن العالم تغيّر، والإنسان تطوّر، ليجد الإسلام نفسه في مأزق، بعد أن كان يعتقد أنه سيسيطر على العالم قبل أن يصل البشر إلى هذه المرحلة من التقدم.

لذلك، أرى أنه لا يوجد حل سوى التخلي عن الإسلام، لأنه لم يعد قادرًا على منحنا العزة. فالإسلام بدون الجهاد ليس إسلامًا، والإسلام الضعيف لا يؤدي إلا إلى التراجع. نحن نشهد اليوم انسدادًا على جميع المستويات بسبب إسلامٍ يغلق أبواب الاجتهاد، ولا يجد مخرجًا سوى الجهاد باعتباره الحل الوحيد، مما يترك لنا خيارين:
- إسلامٌ معتدلٌ فضفاض يغيّر مظهره الخارجي، لكنه يبقي العقول منغلقة من الداخل، مما يؤدي إلى انقسام الشخصية وانتشار النفاق، ويسبب فجوة كبيرة بين متطلبات الفرد وواقع الحياة. وهذا الشكل من الإسلام يمكن أن يتحول إلى إسلام جهادي في أي لحظة.
بعد كثير من التأمل والتفكير، وصلت إلى قناعة بأن الحل الوحيد هو هدم كل شيء لإعادة البناء من جديد. فالإسلام في حالة خرابٍ لدرجة أن كل محاولات تجديده لا تعدو كونها عبثًا بعبث. هناك مذاهب إسلامية يمكن اتباعها، ولكنها تظل مجرد توجهات فردية لا أكثر ولا أقل.
وهكذا، أصبحتُ ناقدًا للإسلام، وهو خيار اتخذته عن قناعةٍ شخصية، تتيح لي انتقاده من الألف إلى الياء، بحثًا عن مخرجٍ من هذه الأزمة.