لن أنحني لك إجلالا
كشجرة صفصاف وحيد أنا
سيء المزاج كيوم خريفي
خطر ببالي أن أهاتف صديقا لي
عله يحمل عني ثقل أحمالي
و تجاذبنا أطراف الحديث…
عاد بي إلى تلك السنين الخوالي…
ذكرني بإيماني وتقواي!
بأناس عرفتهم سابقا…
بصلوات قدمتها بلا ضجر
كنت كسجاد مسجدنا لا أبرحه أبدا…
بقرآن صدع قلبي كصرخة لا ينقطع صداها
بإله صمت له الدهر…
فصام عن قول الحقيقة…
وها أنا أشرفت سن البلوغ…
حزمت حقائبي، سافرت بعيدا
طالبا العلم في مدارس الإسلام والمسلمين…
حالما أن أمسي إماما ذائع الصيت!
وأنتصب قائدا على جموع الحالمين…
وصرت ذلك الشاب اليافع…
يعبد الله بخالص النوايا…
كوعد عاشق عذري أنهكه عدم الوصال
لم أبخل عليك بشيء…
دمائي، روحي، جسدي الذي لم يعرف الراحة
وكأنك تسترجع ودائعك مني…
تمنيت الظفر برؤياك…
حتى…
حتى كان ذلك اليوم الذي لا يشبه الأيام في شيء…
كان لعيني أن تلمح النور
وكأن الشمس ما كانت تشرق قبل يومي هذا
ووجد بصيص الشك طريقه إلى ظلمة يقيني
وها أنا أخرجتك من جنتي…
يا من لا جنة لك…
ها قد تحررت من أغلالك
ما عدت أؤمن و أئمن لك…
يا فاقدا للمعاني
ها قد تحررت من أغلالك
ما عدت تعني لي شيئا…
يا لقيط الوجود…
لن أنحني لك إجلالا…
كنت كلي أنت…
وسأكون الآن كلي أنا
لا تطالبني بشيء بعد مصابك هذا
بلا رصيد حساباتك…
فإرحل عني رحيل الماضي من الذاكرة…
حياتي التي أفنيتها فيك…
الآن بإذني أحييها…
أنتظر المستقبل…
بروح نفخها في شهيق الصدمة…
وعد لك يا رب الحروب ورب المجازر…
من أحد جندك المتنحين عن الخدمة…
إنك خذلتني يا دودة العقول المخللة!
فلك مني ما تستحق…
وعليك الإنقلاب.
0 تعليق