fbpx

لا حرية مع الإسلام

لا حرية مع الإسلام

أن يعتقد إنسان عاقل في القرن الواحد والعشرين أن هناك حرية مع الإسلام فهو معادة للمهزلة واللامنطقية. الإسلام الّذي يدّعي أنه دينٌ ما هو في الحقيقة إلا إيديولوجية سياسية قومية عربيّة قمعية مغلفة بالقدسية.

أين توجد كلمة حرية في القرآن؟ هل يؤمن القرآن أو يسمح بالحرية؟ هل هناك حرية بأبسط تفاصيل الحياة الفرديّة من مأكلٍ، ملبس، تفكيرٍ، نقدٍ، إيمانٍ، سفرٍ، خروجٍ من الإسلام… أهناك أي نوعٍ من الحرية الاجتماعية، السياسية أو الاقتصادية، حريّة موت أو وجود؟

أين نجد الحرية سواء في الإسلام أو القرآن والأحاديث؟ علماً أنّ كلمة حر في زمن ظهور الإسلام هي فقط للتّميز عن العبد لا أكثر ولا أقل؛ الحريّة في ذلك الزمان هي فقط خروج من الرّق والاستعباد بين البشر للاستعباد لله وحده والاستسلام لكل أحكامه على حسب ما قدّمه محمد، وكما يقول القرآن: “وما آتاكم الرّسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا” أي على حسب تفسير ابن كثير : {مهما أمركم به فافعلوه ، ومهما نهاكم عنه فاجتنبوه ، فإنه إنما يأمر بخير وإنما ينهى عن شر}.

هل جاء هذا الرسول فعلاً بالحرية والكرامة للإنسان؟ أم أنّه أتى بعبوديةٍ أكثر بطشاً من االعُبُودِيَّة لإنسان آخر! عبوديّة تقيّدك حتّى أمام نفسك. تتحكّم في مشاعرك وأفكارك. عبوديةٌ تختلط فيك وتفرض عليك النّفاق وتُلبسك ألف وجهٍ وقناع أمام الآخرين حتّى تُبعد الشّبهات ولا تتّهم بالكفر وإهانة المقدس.

الآيات المكيّة الّتي يفتخر بها بعض الجّهال على أنّها تدعو لحرية المعتقد، ما هي إلّا كذبة اعتبرها الأغلبيّة منسوخةً بأية السّيف ومن لم يعتبرها منسوخةً أعطاها تفسيرها الحقيقي كما جاء في كتب التّفسير الرّسمية، مثل سورة الكافرون الّتي في كل التّفاسير هي سورة البراءة والتّبراء من الكافرين و لا تدعو لحرية المعتقد ، و الدّليل واضحٌ عند دخول محمد مكة لم يقل لهم :” لكم دينكم وليا ديني” بل خيّر المشركين بين الإسلام أو السّيف و خيّر أهل الكتاب بين الإسلام أو الجّزية. وقام بتحطيم الأصنام الّتي هي ثروةٌ تاريخيّة لا مثيل لها كان من الممكن دراستها لفهم طبيعة المجتمع المكي في ذلك الوقت. إذاً هل هذه الحريّة الّتي يدعو لها الإسلام؟

دعونا نمعن في هذه الآية العظيمة “فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر” يا ليته توقّف عند هذا الحد، لكن تتمّة الآية تبيّن حقيقتها ولهذا قال: {إنا أعتدنا} قال ابن كثير ان هذا من باب التهديد والوعيد الشديد، حيث تقول ” نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا“. مثل القول “فويل للمصلين…” ما أجمل الحريّة في الإسلام.

يقول المنطق عندما تحدّد إنساناً بين خيارين أو أكثر لا يجب عقابه، لكنّ رب محمد أو محمد نفسه لا يعرف معنى الحريّة أساساً، ولا فرق بينه وبين هؤلاء الحكام الّذين يحكمونا بإعطائنا حرية التّفكير والتّعبير دون مخالفة ما يناسبهم وإلّا المحاكم والسّجن في انتظارنا.

كما يقول القرآن: “فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر” لكن من كفر سوف أُذيقه أشدّ العذاب. أخبروني إذاً ما الفرق هنا بين القرآن والقانون التّونسي الّذي ينص على حرية المعتقد من جهة ويُنزل التّهم على أي إنسان عبّر عن رأيه بكلّ حرية متّهماً إياه بالإهانة والإساءة للمقدس من جهةٍ أخرى؟ أي مقدسٍ يتكلمون عنه؟ هل هذا المقدس الّذي يطالبونا باحترامه؟ هل هذا هو احترام الاخرين؟

هذا المقدس الذي يطلق عليه القرآن المحشو بكمٍّ مرعبٍ من فضائح أخلاقيّة وإنسانيّة، ومن دعواتٍ للقتل والتّكفير، ومن التّهديد والوعيد، وسبٍ للمعتقدات الأخرى؛ فيصف بعضهم بالخنازير، والبعض الآخر بالكلاب وآخرون بالأنعام، وأضلّ سبيلا… والقائمة تطول لو ذكرنا كل ما يوجد في هذا المقدس من كلامٍ منحطٍ على جميع المستويات، وإهانةٍ للمعتقدات الأخرى وللمرأة وللإنسان بصفةٍ عامّة تصل لدرجة أن يقول هذا الرّب وبكلّ صراحة أنّه خير الماكرين. كما يقول أنّه يحب من يقتل في سبيله صف كأنّهم بنيانٌ مرصوص. أيستحق هذا الإله الاحترام والتّقدير؟؟ وما رسوله محمد إلّا نسخة عنه إن لم يكن العكس.

لا يمكننا إذاً لوم القضاء التّونسي ولا الدّولة التّونسية أنّها تحاكم آمنة الشرقي كما يقول المثل: “إذا كـــان ربُ البيتِ بالدفِ ضاربٌ فشيمـةٌ أهلِ البيتِ الرقصُ” نعم هذا ما يحصل في تونس ما بعد ما يسمى ثورة الحريّة والكرامة .نعم هذا ما يحدث في دولةٍ تدعي المدنيّة والدّيمقراطية، نعم هذا ما يجري في تونس بعد 9 سنوات من سقوط ما يطلق عليها الدّكتاتورية ؛ حيث تمّ استدعاء آمنة الشرقي إلى العدالة في 6 مايو لانتهاكها المادة 6 من الدّستور التّونسي الّذي ينص “الدّولة راعية للدين، كافلة لحرية المعتقد والضّمير و ممارسة الشّعائر الدّينية، ضامنة لحياد المساجد ودور العبادة عن التوظيف الحزبي. تلتزم الدولة بنشر قيم الاعتدال والتّسامح وبحماية المقدّسات ومنع النّيل منها، كما تلتزم بمنع دعوات التّكفير والتّحريض على الكراهية والعنف وبالتّصدي لها“.

بعد التحقيق الاول، وُجدت آمنة الشرقي متهمة من قبل المدعي العام بـ “التحريض على الكراهية بين الأديان“على أساس المرسومين 115 و116 المنظمين لقطاع الإعلام المتعلق بحرية الصحافة، فهي مهدّدة بالسّجن لمدة تتراوح بين عام وثلاث سنواتٍ وغرامةٍ تصل إلى 2000 دينار (638 يورو)، كما تمّ تعين الجّلسة يوم الخميس، 28 مايو، 2020، أمام المحكمة الابتدائية بتونس حيث تم استدعائها وهي في حالة سراح لمقاضاتها بتهمة “الإهانة للمقدسات“، ولكن تمّ تأجيل الجّلسة وصرّحت محاميّة المدعى عليها، ايناس طرابلسي، لوكالة فرانس برس أنّ القضية لم تفتح بعد، فقرّر القاضي تأجيل الجلسة ولكن دون تحديد موعد.

ودعت منظّمات عديدة منها منظمة العفو الدّولية السّلطات التّونسية إلى إسقاط الدّعوى وعدم مقاضاة آمنة الشرقي لأنّه تعدٍ صارخ على حرية التّعبير في تونس. هذا وقد قالت آمنة القلالي مسؤولة عن مكتب هيومن رايتس ووتش في تونس، “إن محاكمة آمنة الشرقي هي أعظم مثال على كيفية مواصلة السّلطات لاستخدام القوانين القمعية لتقويض حريّة التّعبير في تونس“، واستنكر ناجي البغوري نقيب الصّحفيين التّونسيين كيف يتعامل القانون مع قضيّة المدوّنة آمنة الشرقي واصفاً إيقافها بفضيحة الدّولة على حد وصفه، و مشيراّ لسياسة تكميم الأفواه ومصادرة الحريات التي تتواصل في تونس.

إنّه لشيءٌ مضحكٌ ومحزن في نفس الوقت أن نعيش القرن الواحد العشرين في دولة تدّعي الحريّة والديمقراطيّة وحقوق الإنسان. دولةٌ جاءت بعد ثورةٍ تدعو للحريّة والكرامة! أي كرامةٍ وأي حريّة ودين الدّولة هو الإسلام؟ أي حريةٍ وأي كرامة والقانون يُصادر الحريّات.

أتريدون تطبيق القانون؟ فلنبدأ إذاً بالقرآن الّذي يزدري الأديان ويمنع الحريّة ويدعو للتفرقة بين الشعب والتّفريق بين الرّجل والمرأة وبين المسلم والغير المسلم، فليحاكم القرآن أولاً ورب القرآن ورسول هذ الرّب قبل أن تحاكموا آمنة الشرقي الّتي لم تقم إلّا بنشر منشورٍ سورة كورونا على بروفيلها في فيسبوك مثلها مثل الكثير. ألم يقل قرآنك في العديد الآيات متحديّاً غير المسلم أن يأتي بسورٍ من مثله؟

عشرات بل مئات السّور تُنشر كل يوم على وسائل التّواصل الاجتماعي بمحتوى وأسلوب أفضل بآلاف المرات من القرآن وبتجويدٍ وترتيل أفضل من القرآن فامنعوها إن كنتم قادرين لأن الحرب الذي نخوضها ضدكم أيّها المسلمون ليست حرب سلاح وإنّما حرب حريّة وحرب فكرٍ إنساني.

للعلم مصطلح الحريّة هو مصطلح جديد لم يعرفه محمد ولا رب محمد ولا حتى خطر في باله، ولتعلموا أنّنا لسنا إرهابين مثلكم يا من تهددون وتعربدون بالسّجن والقتل لآمنة الشرقي وغيرها. هذه أخلاق قرآنكم لم تأتوا بجديد، إذ أنّكم تطبّقون كلام ربّكم. أمّا نحن فسنواصل المطالبة بالحريّة والتّعبير والتّفكير ومستعدون أن نموت ونسجن ونعذب وما ذنبنا إلّا أننا نطالب بالحريّة والإنسانيّة، بينما أنتم لا تطالبون إلّا بمنع الحريّة ونشر الدّيكتاتورية المقدسة باسم الدّين الإسلام، عوض أن يعاقب القانون من هدّد آمنة الشرقي ومن يهدّد كل يومٍ أنصار الحرية والإنسانية.

يحاكمون آمنة الشرقي! نقول لهم أنّ آمنة مستعدةٌ لكل شيء وأن آمنة ليست وحدها وأنّ الآلاف من الأحرار في تونس مستعدون للتّضحية من أجل الحصول على الحرية الحقيقيّة لا حريّة العبيد لربهم التي دعون إليها.

ماسين كيفن العبيدي


0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

آخر المقالات …

Pin It on Pinterest

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية ولا تفوت الجديد!