fbpx

فكرة الأصل الواحد

فكرة الأصل الواحد

آدم الأب المشترك للبشريّة كلها. حواء الأم الوحيدة لكل البشر . اللّه خالقنا الوحيد و الأصل الوحيد للكون. الواحد كأساسٍ لجميع الأرقام و نقطة المصدر لجميع الكتب أو الرّسوم البيانيّة.

الجّذر المطلق الّذي منه نأتي و به نذهب. هذه الفكرة التي اعتمدتها جميع الأديان والطوائف والسّياسات الشّمولية. أصل واحد للجميع ، حكومة واحدة ، حزب حاكم واحد ، قوة واحدة ، مسؤول واحد ، سياسة واحدة ، أيديولوجية واحدة.

قوة واحدة معترف بها . المعارضة ممنوعة و الآخر يجب أن يختفي. فكرة واحدة تخفي أخرى. كذبة بدون دليل يجب على المرء أن يؤمن بها و يأخذها كحقيقةِ مطلقة. حتى أولئك الذين يدّعون أنهم عقلانيون وعلميون يبحثون عن الحقيقة من خلال الواحد وينسون الآخرين.

التّأثير الدّيني لهذا النّهج لا جدال فيه. كأن اجتماع الكل في الواحد ضروريٌ لتكون قادرًا على الاقتراب من الكون اللامتناهي الّذي يحيط بنا والاقتراب منه دون خوفِ من الضّياع.

لطالما عرفت الإنسانية كيفيّة تغيير الاتجاه كلما واجهت مأزقًا ما. كانت و ما تزال الطّريقة الوحيدة للتّقدم عبر متاهات الحياة، فاخترعت الأديان بدافع الضّرورة لتتمكن من التّغلب على عقبة منعتها من المضي قدمًا.

لأن الإنسان في حالة تطور والعالم معه أيضاً ; هكذا يصبح كل اختراع بشري في حد ذاته عقبةً في المستقبل. من ناحيةٍ أخرى ، تظل الأساليب والأفكار الواردة كما هي تحت ذرائع الأصل المشترك.

إنّ فكرة المطلق هذه تقوضنا على جميع المستويات الأيديولوجية ،السياسية والاقتصادية …

والاستمرار في التّوقف عن التّقدم بهذه الطريقة يؤخرنا عن اكتشاف الكون المحيط. يمنعنا كبرياءنا من تدشين مرحلة جديدة تحلم بها الإنسانية ; مرحلة “مطلق لا أحد” ولكن “واحد بلا حدود”.

ذلك من مضاعفات تنسجم مع جميع الآخرين. تلك المرنة ، واحدة الاختلاف ، واحدة متعددة ، واحدة بدون واحدة.

واجبك أن تحرر نفسك من فكرة المطلق الواحد لاستئناف طريق التّطور. بل و يتوجّب محاربتها أيضًا بجميع الوسائل الممكنة للتّخلص من قبضتها. لنكون قادرين على الوصول إلى مرحلة جديدة في تطورنا.

نعم يمكننا الانتظار بشكل سلبي حتى يحدث هذا بشكل طبيعي لكنّه حلٌ سيجعلنا نفقد الكثير من الوقت ، والأسوأ من ذلك أنه قد يكلّفنا العديد من الأرواح البشريّة في أعقاب التّطوير المتسارع لأسلحة الدّمار الشّامل.

يتعرض الجنس البشري بأكمله للتّهديد إذا ربحت قوة واحدة وقررت إبادة الباقي من أجل تأكيد وتحقيق فكرة المطلق. على عصرنا أن يتجاوز زمن القدماء والتّهديدات المختلفة. فاليوم أصبح العالم أصغر، و قلّة العمل تسبب تداعياتٍ فورية على الكوكب كله.

الحريّة مسؤوليّة و على كل فردٍ منّا أن يتولى مسؤولية مصيرنا بدلاً من الاستمرار في الاسترشاد بحفنةٍ من الأشخاص المستنيرين الّذين يسعون إلى حكم العالم على حساب أبطال آخرين. البحث عن قوة الواحد فوق العالم مدمرةٌ للبشرية جمعاء.

نعم ، إن هناك حرب الواحد، وكل واحد يعتقد أنه الأفضل ويسعى إلى تدمير الأمم الأخرى، لكن الأخطر من بين جميع هؤلاء هو الإسلامي والإمبريالي الّلذان يتنافسان على هيمنة الكوكب حتى لو كان ذلك يعني وضع الأرض على النّار والدّم حتى النهاية في قوة استبدادية واحدة.

ماسين كيفن العبيدي


0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

آخر المقالات …

Pin It on Pinterest

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية ولا تفوت الجديد!