عريضة ضد الصنصرة في تونس
بداية من 2006، لم يعد لي اتصال بأحد. أصبحتُ أكثر عزلة، خاصة وأنّهم كانوا يقطعون عني الإنترنت كامل الوقت وكلّ مواقعي تمّ حجبها في تونس ووجب عليّ كلّ مرّة أن أجد «بروكسي»[1] جديد لأبحر في الشبكة، فيقتفون أثره بعد أيّام ويُعاد قطع خطّ التواصل عنّي.
لقد تعرّضت الى الصنصرة من محرّك البحث جوجل[2] نفسه، فمُنعت حتى من بثّ الإشهار لمواقعي أو تلقي أرباح.
في فيفري 2006 بعثتُ عريضة على منتدى الحوار «إسلاملا. كوم» وموقعي الخاص «لعبيديكم. كوم»[3] لأفضح الصنصرة في تونس وكان هذا ما ورد في النصّ، الذي حرّرته:
« إلى متى سوف ننتظر، حتى يصبح حق التعبير في تونس حقا أساسيّا؟ نحن نستخفّ بالحريّة، ليرضى عنّا ذلك الدين أو تلك العقيدة وليس لدينا الشجاعة لندين ونشجب ذلك بصوت عال مرتفع.
موقعي« إسلاملا.كوم» وموقعي العربي «لعبيديكم.كوم» وقع حجبهما في 18 فيفري 2006 بعد أحداث صور الكاريكاتور الدنماركيّة[4]، التي كنت ساندت فيها حق حريّة التعبير. ماهو مقدس لك ليس بالضرورة مقدس لغيرك. الكلمات يجب أن تُنقد بالكلمات وليس بالمنع و الصنصرة. لقد أسّست هذه المواقع على أساس هذا الحقّ. حق الاختلاف وحق النقد والتعبير. إنّه بوّابة شخصيّة، لإبراز قيمة التحليل والتفكير ونقد الإسلام الأرثوذكسي. وهو يهدف الى إعطاء الفرصة إلى المسلمين كي يواجهوا موروثهم العقائدي والثقافي والتحرّر من الدغمائية الكليّة، التي يرزحون تحتها.
موقع «إسلاملا.كوم» يمنح العقول الحرّة من جميع الأصول والمعتقدات مساحة للتعبير، كلّ حسب رؤيته للأمور ويساهم في خلق فضاء تشاركي بين الجميع للتفكير. هو بنك من المعلومات تراكمت عبر مجموعة من القراءات النقديّة البنّاءة، مصدرها قيّم جدّا ويعود إلى أشخاص جديرين فعلا بالاهتمام والانتباه.
أنا أعيش في تونس ومن هناك أطلقت شكوكي وطالبت السلط التونسيّة برفع يدها عن هذا الحجب والمنع، الذي امتدّ وطال أكثر من اللازم.
صوت موقعي هو صوت حرّ مطلق، فلم أمنع يوما مقالا أو رسالة ولم أقص أيّ شخص من النقاش. أطالبكم بالإمضاء على عريضتي هذه، لكي نبيّن للسلطة المعنيّة، أنّ عددنا كبير. نحن من نطالب بحريّة التعبير.
وفي الأخير أتمنى أن يلقى ندائي هذا آذانا صاغية…»[5]
وفعلا حققت عريضة الشكوى هذه، صدى كبيرا.
[1] لفتح المواقع المحجوبة
[2] جوجل أدووردز و جوجل أدسنس
[3] https://islamla.com/ و https://labidikm.com/
[4] كورت فيسترجارد (ولد في 13 يوليو 1935 ) رسام الكاريكاتير الدانماركي الذي نشرت له صحيفة يولاندس بوستن في 12 سبتمبر 2006 , الرسوم المثيرة للجدل عن النبي محمد.
[5] https://goo.gl/g8NwNR
0 تعليق