سورة الفاتحة
اقش اليوم السّورة الأولى في القرآن: (الفاتحة) الّتي تسمى أيضًا “الحمد” (الحمدالله).
سورة الفاتحة أو السبع المثاني أو أم الكتاب وأعظم سورة في القرآن الكريم، هذه السّورة الأكثر قراءة ومعرفة عند المسلمين في العالم كله، وهي السّورة الّتي تتكرر بالضّرورة خلال الصّلوات الخمس في كل ركعة، وبالتّالي أكثر من 17 مرةً في اليوم على الأقل.
تحتوي هذه السّورة على 6 آيات تضاف إليها الفاتحة “باسم الله الرحمن الرحيم” وتُعتبر آية فقط في سورتي “الفاتحة” (الحمد) والآية 27 من سورة “النّمل”.
بغض النّظر عن هذين الاستثنائيين، فإنّ هذه البسملة تظهر في بداية كل سورة دون اعتبارها آيةً كما أنّها لا تظهر في سورة براءة.
يتوضح بدايةً في هذه السّورة أنّ المتكلّم ليس الله “الحمدالله”، فلو كان الّله هو الّذي يتكلم، لقال: “الحمد لي رب العالمين”، إنّه إذاً الشّخص الّذي كان يتلي، ربّما محمد شخصيًا أو جبرائيل. كثيراً ما تتكرٔر ظاهرة النّقل من الحمدالله إلى الثّناء عليه أو له في القرآن، كما لو أن العديد من الأشخاص يتناوبون على الحديث، باستخدام صيغة المفرد أحياناً وصيغة الجّمع أحياناً أخرى، ولكن دائمًا بصفة مذكراً.
يعتبر علماء المسلمين هذه الاختلافات إعجازً قرآني بينما التّفسير المنطقي الوحيد أنّه ليس هناك متكلم واحد لذا يستخدم ضمائر الجّمع. لهذا السّبب نقول: “إنه أنا وأنا. هو الآخر، هو الآخر، نحن هو ونحن. أنت نحن، أنت أنا وأنا. نحن لهم و لهم أنا … ” ومن الصّعب التّوقف إذا أخذت في الاعتبار جميع المجموعات الممكنة.
هذا هو المكان الّذي ندرك فيه أنّ هذا الإله اخترعه الإنسان للإنسان. لذلك إذا استبدلنا الله في هذا الفصل بالإنسان سنكون أكثر واقعيةً وأكثر عقلانية. أدعوك إلى إعادة قراءة هذا الفصل عن طريق استبدال “الله” بالإنسان” وأدعك ترى الفرق في التّأثير. يمكنك تطبيق هذه القاعدة على القرآن كله، وسوف ترى أن كل ما ينسب إلى الله يمكن أن يقوم به الإنسان بسهولة.
الّله ليس سوى حلماً بشرياً سيتحقق عاجلاً أم آجلاً. يسمح لك تطبيق هذه القاعدة برؤية اللّه في كل مكان كما جاء في القرآن لأنه ليس سوى أنفسنا. لاحظت أن الإنسان يمكن أن يأتي لمساعدة الإنسان ويمكن شكره على ذلك. ألا تعتقد أن الإنسان يجب أن يكون مقدساً بدلاً من الّله؟ أليست هذه هي الرّسالة الحقيقيّة التي تريد الأديان والأنبياء أن توصلها إلينا؟ أليس الإنسان قادرًا على احترام تعاليم الأديان الانسانية من أجل التّحسين دون اللّجوء إلى الّله والعقيدة الدينية؟ أليس مسؤولاً بما فيه الكفاية لتحمل عواقب أفعاله دونما طمعٍ بالجّنة أو الخوف من النّار؟ أترككم تتأملون في الفكرة.
الفاتحة (الحمد)
سورة 1: 7 آيات
1- بسم الإنسان الرحيم الرحيم.
2- الْحَمْدُ للإنسان رَبِّ الْعَالَمِينَ.
3-الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
4-مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ.
5- إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ.
6- اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ
7 – صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ (مسار الرّجال العظماء الّذين خدموا الإنسانية)،غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ (وليس مسار أولئك الّذين يدعون للحروب والعنف)، وَلَا الضَّالِّينَ ( ولا أولئك الّذين كانوا عديمي الفائدة).
0 تعليق