بداية فجر الثورة – كتاب الإله العلم الأدلة
السلام على من اتبع العقل ونبذ النقل وفكر، عسلامة.
نواصل الحديث عن كتاب الإله العلم الأدلة ونحاول أن نلخص قدر المستطاع فيما يخص الكتاب وأهتم فقط بالنقاط الأساسية فقط؛ لأن هذه الفيديوهات ليست ترجمة للكتاب إنما نقد للأفكار الموجودة فيه والمخالفة للمنطق. طبعاً الكتاب يبدأ بالتحذير والمكون من أربع نقاط، والنقطة الأولى أن هذا الكتاب نتيجة عمل ثلاث سنوات مع 20 مختص وفي آخر الكتاب يذكر 25 مختص ممن شاركوا في كتابة الكتاب ومن مراجعة وقام بتصحيحه من صحفيين وكتاب ومصممي الغلاف، طبعاً عندما يكون لدينا أموال بالمليارات نستطيع وقتها كتابة الكتاب بكل سهولة ونأتي بأي شخص يصحح الكتاب ويجعله كتاب مؤثر.
إذاً القائمين على الكتاب ليسوا والكتاب عاديين فهو مشروع كامل كما وضحناه في الفيديوهات السابقة، طبعاً يقول في النقطة الثانية (وهذا غير صحيح) أن الهدف الوحيد من الكتاب هو أن يوفر للقارئ العناصر الأساسية لكي تفكر في سؤال.. هل هناك خالق؟ و على حسب رأيهم فإن هذا السؤال يطرح اليوم في إطار التطور العلمي والاكتشاف الأخيرة وكأن هذه الاكتشافات هي آخر الاكتشافات التي ستعرفها البشرية، أكيد سوف تقع اكتشافات أخرى توضح الأمور أكثر في المستقبل.
إذاً الإنطلاق من الاكتشافات الحالية لبناء نظرة هي عملية فاشلة، يقول الكتاب أن أمنيته أن يوفر للقارئ كل المعلومات اللازمة لكي تقرر وتؤمن بوجود إله بكل حرية ووضوح، يعني أن تقرر الوصول إلى نفس النتيجة التي وصلوا إليها هم. طبعاً يمكن أن نصل لنتيجة مغايرة لنتيجتهم حول وجود إله وهذا سنعرفه خلال هذه السلسلة من الفيديوهات. أما النقطة الرابعة يقول فيها الكتاب هو يقدم النتيجة فقط وهذا العمل يوصلنا إلى النتيجة التي وصلوا إليها وهي إله المسيح واليهود، ويضيف الكتاب أنه يرجو أن يفتح المجال للنقاش والحوار في مسألة وجود الخالق.
لماذا أنا أترجم ما جاء حرفياً ما جاء في التحذير والافتتاحية؟ لأنها تعبر عن عقلية من كتب أو شارك في كتابة الكتاب والذين يريدون من البداية أن يوصلوك إلى فكرة أن هناك خالق، فهو صحيح يقول لك الحرية أن تعتقد بإله أم لا ولكن في نفس الوقت يضعك أمام الأمر الواقع ويقول لك هذه نتيجة عمل كبير وشارك فيه علماء وباحثين كي يسبب لك الهزيمة الداخلية، هذا الكتاب يلعب على العامل النفسي على الإنسان العادي، ولكن كل ذلك لا يؤثر على من يستعمل عقله ويفكر ويقرأ بدقة ما جاء في هذا الكتاب.
إذا في افتتاحية الفصل الأول يقول إن من كتب هذا الكتاب كان مغرمين دائماً بتتبع الصراع الموجود بين من يعتقدون بوجود إله والاكتشافات العلمية، وبحثوا في كل الكتب.. ما هو الكتاب الذي يجمع ما توصل إليه العلم وفكرة الاعتقاد بوجود الإله؟ فلم يجدوا كتاب في المستوى المطلوب على حسب قولهم، رغم أن هناك العشرات والآلاف الكتب في هذا المجال. طبعاً الميزة التي يمتاز بها هذا الكتاب أنه أخذ آخر الاكتشافات العلمية وهذا جيد، غير ذلك فهو مكرر واستعمال العلم في وجود إله هي آخر محاول ممن يعتقدون أن معتقدهم في خطر. يقولون أن بحثهم جداً دقيق وأنهم اعتمدو على المنطق قدر المستطاع في كتابة الكتاب، وهذا ما سوف ننظر فيه…
هل هم حقاً استعملوا المنطق أم أنهم لعبوا بالمنطق ليصل إلى النتيجة التي يريدون؟ ويقولون أنهم تفادوا نوعان من التفكير، الأول هم الذين يؤمنون بإله ثم يذهب بهم الخيال لكي يتصوروا إله بشكل مختلف كلياً عما هو متعارف عليه. مثل أن الإله يمكن أن يكون من المخلوقات الفضائية وغيرها، طبعاً ركزوا على هذه النقطة لأنهم يعتقدون أن الإله الذي يدعون إليه هو الذي يستحق الإعتقاد به، والنوع الثاني هم الملحدين الماديين وهم في كل الكتاب دائماً ما يصفون الملحدين بالماديين لعلهم لا يعلمون أصلاً أن هناك ملحدين غير ماديين وهذه نقطة مهمة جداً. فهم ركزوا على هذين النوعين لانه مهما قدمت لهم من أدلة علمية حديثة فإنهم لن يقتنعوا بوجود إله.
ثم يقولون منذ قرون كان الاعتقاد السائد أن العلم لا يتفق مع فكرة وجود الإله ولكن الاكتشافات الأخيرة أثبتت عكس ذلك وأن العلم يمكن أن يكون دعم لفكرة وجود إله ثم يختم الافتتاحية بقول أن الكتاب كتب بأسلوب سهل وهو مقسم بطريقة جيدة يمكن لك أن تقرأ كل فصل على حدى. فهو يتكون من 24 فصل وسوف ندخل في تفاصيل الفصول المهمة ونمر مرور الكرام على البقية.
فلننطلق في الفصل الأول وهو فجر قيام الثورة، طبعاً فكرة الثورة هنا يقصدون بها العودة إلى الاعتقاد بوجود الإله، والذي قرأ الكتاب يعلم أنهم يتوجهون إلى الجمهور الأوروبي في الدرجة الأولى لأنهم وجدوا آخر إحصائيات أن أغلبية الأوروبيين لا يؤمنون بوجود الإله فقاموا بكتابة هذا الكتاب لإعادتهم إلى الطريق الصحيح،. وللعلم إن البشرية دائماً تعيش في ثورات وجميعها ثورات نحو الأمام ولكن هذا الكتاب يدعو إلى ثورة إلى الخلف وكما تعلمون الإنسان يتقدم ولا يتأخر فدعوتهم إلى الإعتقاد بإله أكل عليه الدهر وشرب وهو إله المسيح واليهود والرجوع إلى الخلف.
يقول الكتاب أن العلم تتطور إلى درجة أنه أصبح يلمس ما وراء الطبيعة وأن هناك اكتشافات علمية لم نكن نتصور في يوم من الأيام أننا سوف نصل لفهمها مثل الزمان، بداية الكون ودقته وظهور الحياة وغيرها من المواضيع العلمية التي كان الإنسان لا يفهم ماهيتها. بينما اليوم أصبحت الاكتشافات أكثر وضوح وأكثر دقة ثم يواصل القول من قبل كنا نتصور أن العلم كان لا يتوافق مع وجود خالق ولكن الوضع تغير الآن وأصبحت مسألة إثبات وجود إله إثباتاً علمياً، وأنا شخصياً لا أدري كيف يمكن ذلك!
النقطة التي يجب الانتباه لها أن الاكتشافات العلمية دائماً في تطور وإن الاكتشافات العلمية لا تأخذ أبداً بعين الإعتبار إذ كان هناك إله أم لا، فهي تبحث في أمور ملموسة عن طريق التجربة الفعلية ولا تبحث عن شيء معين وهي تحاول أن تفهم الوجود ولا تحاول أن تفسر لما وجد الوجود. هنا الكتاب يذكر 5 اكتشافات علمية أخيرة وبالنسبة لهم هي الدليل العلمي على وجود إله، سأذكرهم بطريقة مختصرة الآن ونرجع إليهم بالتفاصيل لاحقاً:
1- الموت الحراري للكون وهي نظرية ثابتة بإن الكون يتسع ويفقد الطاقة والحرارة وقد يؤدي إلى انهياره أو موته، طبعاً هذه نظرية واحدة فهم لا يذكرون غيرها بالرغم من وجود الكثير من النظريات.
فهم دائماً ما يعتمدون على جزء معين من العلم التي تخدم مصالحهم؛ بينما لا يذكرون النظريات الأخرى التي تنسف معتقداتهم وأنا شخصياً سأقوم بطرح رأي العلماء الآخرين في الموت الحراري للكون بالتفاصيل لاحقاً. الكتاب يقول بما أن الموت الحراري يدل على أن الكون له بداية إذاً الخالق موجود منطقياً، وطبعاً هذا كلام غير منطقي، المنطق يقول مادام أن هناك بداية إذاً هناك مقدمة للبداية ولكن هذه المقدمة للبداية هل هي إله؟ لا،
يمكن أن تكون مادة أخرى أو كون آخر أو مادة سوداء أو من العدم وغيرها من الأمور، وللعلم العدم الآن لم يعد عدم كما نعرفه من قبل، لهذا أنا متأكد أن الكتاب لا يأخذ إلا بالنظريات التي تخدم مصالحه الشخصية ويوجهها توجيه. كما يقول الكتاب أن كل بداية لها خالق، هذه فكرة خاطئة وغير منطقية، يجب القول أن كل بداية يفترض أن يكون لها مقدمة.
2- النظرية النسبية لآينشتاين التي تقول أن الزمان والمكان والمادة مرتبطون ببعضهم ولا يمكن فصل واحدة عن الأخرى، وهنا يقولون بما أن هذه النظرية صحيحة أي لا يمكن فصل الزمان والمكان والمادة إذاً قبل ظهورهم هنا شيء يعتبر لا زمان لا مكان لا مادة وعلى حسب كلامهم ذلك لا يمكن أن يكون إلا إله المسيح واليهود.
3- الانفجار العظيم وهو يصلون إلى نفس الاستنتاج في النقطة الأولى وهي الموت الحراري للكون أي أن الكون له بداية إذا هناك إله، و أصلاً مسألة الموت الحراري هي افتراضات سوف نتطرق إليها فيما بعد.
4- القوانين الدقيقة للكون، عندما انطلق الكون والمعطيات التي فيه هي التي جعلت الكون على ما هو عليه الآن وأي تغيير طفيف في القوانين الأولية، يجعل الكون ينهار أو يكون خلاف ما هو عليه اليوم، هم يقولون حتى يصل الكون إلينا بهذه الطريقة يجب أن ننتظر المليارات والمليارات من السنين، ومن وجهة نظري هذه ليست لها قيمة لأنها يمكن أن تكون بلمح البصر وعندما نحدد الزمان في اللازمان يصبح بلا قيمة وسنتطرق إليه لاحقاً وأن العلماء يقترحون عدة أكوان وكوننا هو واحد منهم.
5- ظهور الحياة والكائن الحي الأول وإن التعقيدات الموجودة في الكائن الحياة الأول تجعل وجود الصدفة من المستحيلات وطبعاً هنا هم لا يعرفون معنى الصدفة و برأيي هي ظروف وعوامل وهي ليست مثل كن فيكون التي يقبلون بها، رغم إن الصدفة ليست كما يفهمونها و إنها عبثية بل هي ظروف وعوامل أدت إلى ظهور الحياة.
طبعاً الكاتب ركز على 5 اكتشافات فقط ليحاول التلاعب بهم كما يحب ليثبت وجود إلهه، ويقول إن الاكتشافات العلمية تظهر لنا في الظاهر بأنها ضد الاعتقاد بإله وهو طبعاً هنا يقصد الاكتشافات التي ظهرت في بداية القرن السابع عشر حيث أن كثير من الاكتشافات التي وقعت حينها فانتشرت المعرفة والتكنولوجيا وهو هنا يذكر 7 اكتشافات قد دمرت الاعتقاد بوجود إله ومنها:
1- دوران الشمس حول الأرض (غاليليو غاليلي)، هذا غير كل المعطيات خاصة أن كل الأديان كان تعتبر أن الأرض هي مركز العالم وأن كل شيء يدور حولها كما يظهر لنا بالعين المجردة، وهذا أعطى ضربة قوية لفكرة الدين.
2- اكتشاف نيوتن أن الكون مكون بطريقة ميكانيكية بسيطة، وهذا طبعاً دمر الاعتقاد بعظمة الكون وتعقيده ولا يمكن أن تصدر إلا من إله، سنعود إلى هذه النقطة لاحقاً لنفصلها.
3- عمر الأرض، تعلمون أن الأديان خاصة الإبراهيمية تقول إن الإنسان ظهر حديثاً على الأرض وأنه مخلوق من آدم وحواء وله ما بين 8000 إلى 6000 سنة، إذاً الاكتشافات الحديثة بينت أن الحياة ظهرت منذ ملايين السنين وأن الأرض ظهرت منذ عشرات بل مئات ملايين السنين وهذا غير جميع المعطيات بالنسبة للأديان الإبراهيمية بصفة خاصة.
4- اكتشاف أن حركة الكواكب والدوران لا يحتاج إلى وجود ملائكة وهنا اعتقادات قديمة تقول إن الشمس لها ملائكة وكذلك القمر له ملائكة وهم من يدفعون بها لتدور وإلى آخره، طبعاً اكتشفوا أن هناك نظام يحكم الكون وهذا ضرب فكرة الدين من الأساس.
5- وجود الحياة ووجود الأرض وغيرها دامت عبر ملايين السنين ولم تظهر في آلاف السنين.
6- نظرية التطور والانتخاب الطبيعي (نظرية داروين) والتي صنفت الإنسان كنوع من أنواع الحيوانات وليس مخلوق من طرف إله أو قوة خارجية.
7- ظهور الماركسية والشيوعية التي تجعل الناس تحلم بالمساواة، وهنا يظهر اتجاه الكاتب بأنه رأسمالي ويكره الماركسية والشيوعية واليسار بل يربط اليسار والماركسية بالإلحاد المادي.
8- نظرية فرويد والتي شرح فيها كيف يؤثر اللاشعور على الشعور و يترك الإنسان تقريباً غير مخير في اختيارات لأن الأمور اللاشعورية تؤثر بتصرفاته بطريقة كبيرة.
0 تعليق