الموت الحراري للكون – الجزء 1
السلام على من اتبع العقل ونبذ النقل وفكر.. عسلامة.
سوف نتحدث في هذا الفيديو عن الأدلة العلمية ونواصل الحديث عن كتاب الإله العلم الأدلة ونبدأ بما يطلق عليه الموت الحراري للكون وتاريخ إثبات بداية الكون ونهايته، طبعاً هذا الفصل الرابع من الكتاب وللعلم أن العلم الفعلي هو علم نسبي كما قلنا سابقاً أي مهما كان النتيجة فإن نسبة صحتها في الوجود الفعلي لا تكون مطلقة أبداً، لأننا لا ندري ما هي العوامل التي لم يتم أخذها في عين الاعتبار وما هي الأشياء التي سوف نكتشفها في المستقبل؛ لأن نقصان أي عنصر سوف يغير جميع المعطيات.
وللعلم أن الموت الحراري للكون هي نظرية ضمن عدة نظريات عندما نطبق الديناميكا الحرارية على الكون، ويعتبر هذا المجال من علم الكونيات وصنفه الكاتب في المجموعة الثالثة كما ذكرنا في الفيديو السابق وهي أيضاً تعتبر دليل قوي.
طبعاً سنحاول الآن أن نعطي هذه المجموعات السبعة نسب مئوية لنفهم أكثر، فالمجموعة الأولى التي تتعلق بالنظري التجريدي الرياضي والتي يكون الدليل فيها مطلق، نعطيها مسبة 100% أما المجموعة الثانية وتعتبر الأولى في التجارب الفعلية نعطيها نسبة 90% أما الثالثة نعطيها نسبة 80% والرابعة نسبة 70% والخامسة 60% والسادسة يمكن أن نعطيها 10% أي قريبة من الصفر أما المجموعة السابعة التي أضفتها في الفيديو السابق والتي تتعلق بالخيال والأسطورة نعطيها نسبة 10% أو أقل من الصفر.
إذاً الموت الحراري للكون يدخل في علم الكونيات الموجودة في المجموعة الثالثة التي تنطلق من نظرية ثم نرى توافقها مع الواقع ويمكن خلق نظرية تجريدية رياضية ومعرفة النتيجة ثم نقارنها بالنتيجة التي وصلنا إليها في الواقع وهكذا يمكن أن نصنفها لأن هناك أدلة كافية لنأخذ هذه النظرية بعين الاعتبار، طبعاً هنا النظرية يجب أن تنطلق على حسب الديناميكا الحرارية وليس من الكون الحراري للكون، لأن تطبيق نظرية الديناميكا الحرارية أوصلتنا إلى عدة احتمالات ولكن الكاتب لم يذكر إلا احتمال واحد وهو الذي يناسب معتقده.
ننتقل إلى النقطة الثانية من هذا الكتاب، أردت أن أقول ثلاث أشياء مهمة يجب أخذها بعين الاعتبار. الأولى أنني ليست عالماً وإنما أعود إلى العلماء المختصين المعترف بهم في هذا المجال وأنقل لكم ما قالوه؛ إذاً لو حدث مني خطأ عليكم أن تصححوني فأنا لست بعالم. النقطة الثانية هي أن الكاتب انطلق من نظرية نسبة نجاحها 80% وأراد أن يطبقها على شيء مطلق الذي هو الإله، وفي الحقيقة هذه إهانة وتقليل من شأن الإله الذي يعتقد فيه كما أنه اعتمد على نظرية واحدة نتيجة تجربة الديناميكا الحرارية وهي الموت الحراري للكون وسوف أتحدث عن بقية الاحتمالات التي تغافل عنها.
النقطة الثالثة هي أن الكتاب اعتمد على هذه النظرية لكي يثبت لنا للكون نهاية وبداية ويصل بعد ذلك إلى الاستنتاج الذي يريده أي أن للكون للخالق وكما قلنا هذا غير صحيح. فرضاً لو تأكد ألف في المئة أن للكون بداية أو نهاية فهي لا تدل لا من قريب ولا من بعيد على وجود خالق بل الخالق لا يمكن إثباته ببداية الكون أو نهايته إنما يدل أن للكون مقدمة وخاتمة، وليس بالضرورة أن يكون إله وهذه مسألة واضحة جداً.
يبدأ الكاتب القول من موقد النار إلى النجوم ونشاهد التشابه في فهم موت الكون وهنا يعطينا مثل طفولي ويقول عندما نشعل النار نعلم أنها سوف تنطفئ ونعلم أيضاً أنها اشتعلت في وقت معين أنها ليست أزلية وهكذا النجوم والكون، ثم يقول إن هذا الموضوع جداً عظم لأن لو نشك في الانفجار العظيم وبداية الكون، فإن نظرية الموت الحراري للكون تأكد لنا أن للكون بداية؛ إذاً انطلاقاً من هذا الكلام الكاتب يطرح سؤال: ما هو مصير الكون؟
وهنا يأخذ مثل موقد النار سوف تنطفئ الشمس بعد 4.5 مليار سنة وهي تشتعل الآن تثقريباً نفس المدة وهكذا سوف يحصل لكل النجوم في الكون وهذه حقيقة مؤكدة من طرف كل العلماء، وهذا صحيح فإن النجوم تولد وتموت وهذا ما قاله العلماء؛ ولكن الذي لا يذكره الكاتب أن كل يوم تولد نجوم وتموت نجوم وهذا ينطبق على النجوم كما ينطبق على موقد النار وليس على الكون كله. والكاتب يريد أن يوهمنا إن في وقت من الأوقات كل نجوم الكون سوف تموت ولن يعود هناك كون، طبعاً هذه نظرية ولكنها ليست الوحيدة، هناك فرضيات أخرى لم يذكرها الكاتب.
يدخل الكاتب في تاريخ نظرية الديناميكا الحرارية، عام 1824 في باريس على يد شخص يطلق عليه سعدي كارنو والذي يعتبره الكاتب أنه الأول من تلكم عن الديناميكا الحرارية كفكرة، طبعاً أن لم أفهم لماذا ذكر هذا الشخص سعدي كارنو فقمت في البحث عنه وهل العلماء يعتبرونه أول من تكلم عن عن الديناميكا الحرارية؟ لقيت لا! ليس هو أول من تكلم عن الديناميكا الحرارية وبالرغم من ذلك الكاتب تحدث عنه وهو رجل سياسة وتم قتله في فرنسا وهو متدين وكتب في عمر 27 سنة مذكرة عن مسألة اشتعال النار والطاقة وغيرها أي تجربة بسيطة والكاتب استشهد به لا أعرف لماذا، والذي تأكدت منه أنه سياسي ومتدين وعائلته غنية جداً.
علمياً أول من تكلم عن الديناميكا الحرارية هو ويليام طومسون (لورد كلفن) وهو الذي أعطاها هذا الإسم سنة 1850 وجعلها نظرية ثم يذكر الكاتب إن ويليام طومسون أول من أعطاها اسم الديناميكا الحرارية ثم أتى من بعده رودولف كلاوزيوس حيث أكمل العمل على النظرية الديناميكية وأثبت أن النار تمر بثلاث مراحل، الإشتعال، الاستقرار، الإنطفاء ولا يمكن أن تعود إلى الخلف.
وذكر عند اشتعال النار بدون خشب فإن النار سوف تنطفئ. أخيراً سنة 1977 جاء إيليا وضع اللمسات الأخيرة لهذه النظرية، وذكر الكاتب عدة علماء يؤكدون النظرية الديناميكا الحريرة ثم تطبيقها على الكون وأنه تم ثبوتها كنظرية ومقارنتها بالواقع ووضع النظرية التجريدي ومقارنتها مع الواقع ويمكن القول أنها نظرية معترف بها في بداية الثمانينات.
الكون له بداية إذاً الكون له سبب وهذا كلام منطقي ولكن طبعاً السبب ليس بالضرورة إله، يعتمد الكاتب على هذه النظرية لكي يثبت لنا أن للكون بداية ونهاية يعني للكون إله ثم يذكر الكاتب الصراعات التي وقعت بين العلماء في القرن التاسع عشر والقرن العشرين بين من يعتقد إن الكون أزلي ومن يعتقد أن للكون بداية ونهاية وتكلم بسخرية عن العلماء الذين يعتمدون نظرية أزلية الكون ثم يقول نهاية الكون بالموت الحراري أصبحت أكثر جدية في بداية من 1964 عندما ظهرت نظرية الانفجار العظيم، ثم يذكر الكاتب المادة والطاقة في الكون ويعترف أن الكون يتكون 4% من المادة والطاقة و26% من الطاقة السوداء و70% من الطاقة السوداء. يقول الكاتب رغم أن 96% من الكون مجهول لدينا الآن ولكن هذا لا يؤثر على 4% وموت الكون حرارياً، طبعاً هذا استنتاجه هو وليس استنتاج العلماء.
طبعاً فكرة أزلية الكون أو فكرة أن له بداية ونهاية ليست بأفكار جديدة ولكنه موضوع قديم جداً ليس علمياً فقط بل وفلسفياً ودينياً، فنجد أن الفيديين والهندوسيين يؤمنون أن للكون بداية ونهاية ولك في دورة أزلية وحتى الأديان عندما تتكلم عن نهاية الكون تتكلم أن الإله سوف يعيد الكون من جديد مرة أخرى، يعني لا يتكلم الدين وحتى الدين المسيحي عن النهاية المطلقة للكون وإنما يتكلم على نهاية وبداية ولكل نهاية هناك بداية ولكل مؤخرة هناك مقدمة ولكل مقدمة قبلها مقدمة أخرى تحضر لوجودها.
0 تعليق