الحرية هي العدو الأول للإسلام
قبل 10 سنوات تركت الإسلام الأرثوذكسي و حرّرت نفسي من الوصاية الإسلامية، ومازلت مقتنعاً بأن العدو الأول للإسلام هو الحرية. ينمو الإسلام يتطور بالتأكيد في الصنصرة والراقبة وهذا منذ بداية ظهوره قبل 1400 عام، ولهذا السبب يقوم الإسلاميون بكل شيء ليظهروا أنفسهم في عيون الجماهير المسلمة كضحايا ومظلومين. كما أنه ليس من قبيل المصادفة أن الإسلام يحظر النقد ويقتل المرتد و يرفض المناقشة مع غير المسلمين، إلّا لغرضٍ محدد للغاية وفي إطار يتم تحديده مسبقًا.
سواء كنت في تونس بعد 7 نوفمبر، أو بعد 11 سبتمبر، كنت دائمًا ضد كل الرقابة على الإسلاميين في العالم العربي الإسلامي أو في أي مكان آخر، وضد أي عملية عسكريّة ضدهم، وكذلك ضد اعتقالهم إلّا من قام بالعنف كمجرمٍ. لأني على قناعة بأن كل هذا سيقويهم فقط، وهذا ما يكشفه التاريخ في فترة ظهور الإسلام في شبه الجزيرة العربية، وخاصّة مع حظره لأنه ينتشر مثل الفيروس في كل مكان.
يختبئ الإسلامي خلف مبادئ حضارية وإنسانية مثل الحرية لمجرد الوصول إلى السلطة، وثم يقوم بحظر الحرية باسم الله، فقد كان محمد نفسه في مكة من المتسامحين والمنفتحين، و لكن بمجرد أن استولى على السلطة في المدينة المنورة، غير الخطاب.
يبدو ذلك جاليّاً بالفرق بين الآيات القرآنية لمكة وآيات المدينة، وهو دليل على أن الإسلام يستخدم لغة مزدوجة وماكرة لتحقيق هدفه. بالإضافة إلى ذلك، لا يقتصر هذا على الإسلام، بل على جميع الحركات العنصرية والعقائدية والاستبدادية، لأن التسامح والانسانية ليسا سوى واجهةٍ خدّاعةٍ لإقناع الجماهير، لا أكثر ولا أقل، فالإسلاميون حقيقةً لا يعرفون معنى الحرية لأن الإسلام لا يحتوي على شيءٍ من الحرية، فهذا الدين هو الخضوع والتّبعيّة التّامة.
لا تقعوا في فخ الإسلاميين، ولا تؤمنوا بأكاذيبهم باسم الحرية، فهم يعرفون جيدًا لسوء الحظ أنّ غالبية المسلمين يخضعون للهواجس الدينية، لذلك يستغلونها لكسب أقصى أصواتٍ باستغلال الجّانب العاطفي للمسلمين.
هذا الأخير يؤمن بالله ويهابه والذي يصوت لهم خوفاً من الله، بدلاً من أن يصوت لبرنامجٍ سياسي أو اقتصادي يمكنه تلبية توقعات التونسيين، فهو يصوت لأنه يخاف من الله.
من أجل التعامل مع هؤلاء الإسلاميين و رفع سخريتهم من المواطن العادي في تونس أو أي مكان آخر، يجب وضع حدودٍ واحترامها، ويجب على الحكومة استخدام القوانين لمعاقبة أي دعوة للعنف.
لكل شخص الحق في النقد والتحدث من وجهة نظره، ولكن دون تجاوز حدوده، لأنه يجب ألا يقع المرء في التّشهير الذي يجب أن يدينه القانون أيضًا، أو الأكاذيب. كل هذا يجب أن يمر من خلال العدالة والقانون، وإلا فإن الإسلاموية ستستمر في النمو في الظل لإبقاء جماهير الناس في جهل و خضوع لله.
أي شخص يريد منع الحرية باسم شخصٍ أو أيديولوجية أو إلهٍ أو دين ليس له مكان في العالم الحر المتحضر؛ يعتقد الإسلاميون أنهم يملكون الحقيقة المطلقة ولا يقبلون النقد وحرية التعبير. لماذا لا يقبلون الآخر؟ عليك أن تمنح الناس حقًا في أن يقولوا ويفعلوا ما يريدون أن يقولوه أو يفعلوه بموجب قانونٍ واضح ومحدّد للجميع؛ لا تشهير، لا أكاذيب، لا نداء إلى العنف، ولا حق في استبعاد الآخر. كل من لا يحترم هذه القواعد، سواء كانت إسلامية أو غير ذلك، يعاقب بموجب القانون باعتباره مجرمًا يخالف القانون وليس لأنه إسلامي أو غيره؛ أما العنف اللفظي والجسدي فيجب معاقبته بموجب القانون وهذه هي الطريقة التي تمنح الحرية للجميع.
الحرية حقٌ للجمي، من ناحية أخرى، لا حرية لأولئك الذين يعارضون الحرية أو يسعون إلى حظرها باسم المقدس أو غيره، لأن ما هو مقدس لشخص ليس بالضرورة مقدسًا للطرف الآخر.
وأخيرًا، أختم القول إنّ الحرية هي العدو الأول للإسلام، ولهذا السبب فإن هذا الأخير الذي يفتقر للحرية هو أول من يحظرها بمجرد أن تكون لديه السلطة لمواجهتها وعرقلة طريقها. يجب علينا إنشاء إطارٍ حر متين يحميه الدّستور يعاقب كل الرقابة مهما كانت، و لكل شخصٍ الحق في الكلام والانتقاد والتعبير عن وجهة نظره سواء بالفن أو الكلمة أو الكتابات أو حتى السينما… وأي شخص يعارض باسم إله أو معتقداته بالعنف يعاقب عليه القانون.