Contents
إطلاق أكبر حملة ضد المستعربين: دعوة لإعادة الاعتراف بالهويات الأصلية
مقدمة: احترام الهوية شرطٌ لاحترام الشعوب
لطالما كنت أؤمن بأن أي أمة تريد أن تُحترم بين الشعوب يجب أن تبدأ باحترام حق الآخرين في الوجود. الاحترام لا يكون بمجرد المطالبة به، بل يتحقق عندما تعترف كل أمة بهويتها الخاصة وتحترم الهويات الأخرى دون محاولات طمس أو تزييف.
ليست مشكلتي مع العرب الأصليين في الجزيرة العربية، فهم أبناء أرضهم وتاريخهم. المشكلة تكمن في المستعربين، أولئك الذين ينسبون أنفسهم إلى العرب باسم الإسلام أو بأي ذريعة أخرى، بينما هم في الأصل ينتمون إلى هويات مختلفة جذريًا عن الهوية العربية.
اللغة والدين لا يصنعان الهوية
من الأخطاء الشائعة التي تكرس الاستلاب الهوياتي هو الاعتقاد بأن اللغة تحدد الانتماء القومي. لكن الواقع يثبت عكس ذلك تمامًا:
- التحدث بالإنجليزية لا يجعلك إنجليزيًا.
- التحدث بالفرنسية لا يجعلك فرنسيًا.
- التحدث بالعربية لا يجعلك عربيًا.
هذه حقيقة واضحة لا يمكن إنكارها إلا لمن اختار الجهل طريقًا له.
كذلك، الانتماء الديني لا يحدد الهوية القومية:
- كونك يهوديًا تونسيًا لا يعني أنك إسرائيلي.
- كونك شيعيًا تونسيًا لا يعني أنك إيراني.
- كونك سنيًا لا يجعلك عربيًا.
مرة أخرى، هذه حقيقة تاريخية وأنثروبولوجية، لا يمكن إنكارها إلا من قبل من لا يفهم أسس تكوين الأمم والهويات.
حملة العرب ضد المستعربين: إعادة تعريف الهوية العربية
في خطوة غير مسبوقة، أطلق العرب الحقيقيون في الخليج حملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي تهدف إلى رفض انتساب المستعربين إليهم لمجرد أنهم يتحدثون العربية.
هذه الحملة جاءت لتؤكد على أن العرب هم فقط سكان شبه الجزيرة العربية، وليس كل من يتحدث العربية يُعتبر عربيًا. ولتعزيز هذا الطرح، تم نشر العديد من الخرائط والمقالات التي توضح الحدود التاريخية والجغرافية لكل من:
- العرب
- القبط
- الكلدان
- السريان
- الكنعانيين
- الأمازيغ
هذه الحملة ليست موجهة ضد أي شعب، لكنها محاولة لتصحيح الخلط التاريخي الذي استمر لقرون، حيث تم فرض العروبة على شعوب غير عربية باسم الدين أو السياسة.
كأمازيغي: أؤيد هذه الحملة
بصفتي أمازيغيًا، أدعم هذه الحملة لأنها تصب في مصلحة جميع الشعوب الأصلية التي تعرضت للتعريب القسري أو لمحاولات طمس هويتها تحت ذرائع دينية أو ثقافية.
العلاقة بين العرب وغير العرب يجب أن تكون علاقة احترام وتعايش مبنية على الاعتراف المتبادل، وليس على فرض هوية على أخرى.
- نعم، العرب عربٌ.
- نعم، غير العرب ليسوا عربًا.
- نعم، يجمعنا تاريخ مشترك وعلاقات اقتصادية وثقافية، لكن العروبة ليست ما يوحدنا، بل التنوع والاحترام المتبادل.
مستقبل الشعوب يبدأ من احترام هويتها
متى ستفهم شعوبنا أن من لا هوية له لا مستقبل له؟
متى ستدرك أن أحد أهم أسس الاستقلال والتطور هو أن يكون لنا هوية أصلية نابعة من تاريخنا وأرضنا، وليست هوية مكتسبة أو مفروضة علينا من طرف قوى سياسية أو دينية؟
الاستقلال الحقيقي لا يكون فقط اقتصاديًا أو سياسيًا، بل يبدأ من التحرر الهوياتي، لأن الشعوب التي تعيش بهوية مزيفة لن تتمكن أبدًا من بناء مستقبل قوي ومستقل.
الوقت قد حان لوقف التزييف الهوياتي، والاعتراف بأن كل شعب له خصوصيته وثقافته وتاريخه المستقل، بعيدًا عن الهيمنة الثقافية التي تريد صهر الجميع في قالب واحد.