أهمية الإنترنت في العالم
الإنترنت و كما نعلم اليوم هو نافذةٌ مفتوحة على العالم الواسع. يمكنك أن تجد فيه كل شيء تقريبًا و بنفس الوقت قد تضيع فيه. خاصّة في حياتنا المحدودة، وبرغبتنا بمعرفة كل شيء، ينتهي بنا الأمر في الواقع إلى عدم معرفة أي شيء. هكذا تُهدر حياتنا أمام أعيننا دون أن نكون قادرين على التّخصص في أيّ شيءٍ يساهم في تطوّر الإنسانيّة ، فمهما كانت المساهمة الصغيرة هي أفضل من لا شيء.
لامتلاك القدرة الفعليّة في تطوّر الإنسانية ، يجب على الإنسان كفردٍ أن يتخصّص ويختار بدقّة ما يريد أن يعرف و ما يريد أن يفعل في هذه الحياة ، و بمرور الوقت سيتخصص أكثر فأكثر حتى يصبح مصدر ثروةٍ للآخرين .
مرّ زمان كان فيه جزءٌ كبيرٌ من البشريّة في حالة جهلٍ و أميّة ؛ لم يكن للإنسان وجودٌ فردي ، فقد ذاب في الكتلة ، و أجبر على الانتماء إلى عشيرةٍ ، قبيلةٍ أو مجموعة لتمييز أنفسهم عن الآخرين و أكثر للحصول على الحماية . بصرف النّظر عن المجموعة الأيديولوجية الّتي ينتمي إليها ، لم يكن للفرد أي أهميّة ، و الأغلبية الّتي تفتقر إلى المعرفة كانت راضية باتباع أقليّة متعلّمة – أو تظاهروا بذلك – تتحكّم في كل شيء.
لحسن الحظ ، منذ تلك الأوقات البعيدة ، استمر الوضع في التطور. اليوم يمكن للأغلبيّة القراءة و الكتابة و الاتصال بالإنترنت أصبح أكثر شيوعًا حتى إذا كان لا يزال هناك الكثير للقيام به في هذا المجال. على الرغم من رغبتنا في صياغة أفكارنا بأنفسنا ، وهو أمرٌ يتطلب الكثير من البحث والصّبر
اللامحدود ، فإن الكثير منّا ، إمّا بسبب ضيق الوقت و قلّة الشجاعة أو الوسائل المالية أو العاطفية أو الفكرية … يتخلى عن أبحاثه الشخصية و يلجأ إلى مجموعاتٍ أيديولوجية تقدم أفكارًا جاهزة ؛ نوعًا من فكرة “جاهزة للارتداء”. وبالتّالي يفقدون كلّ القدرة – التي كانت لديهم حتى ذلك الحين – لتحقيق الذّات.
لحسن الحظ هناك علاج لجميع الأمراض ساري المفعول ، فقد عرفت الإنسانية دائمًا كيفيّة إيجاد الحلول التي تمكّنها من التّغلب على العوائق الكثيرة و مواصلة مسيرتها إلى الأمام.
على الرغم من إنشاء المزيد و المزيد من مواقع الويب المتخّصصة، لا تزال المواقع الافتراضية الشّخصية في مهدها ، ولكنها مفيدة للغاية لأنها تسهّل الوصول إلى المعلومات التفصيليّة. تسمح هذه المواقع للجميع بإعطاء وجهة نظرهم حول مواضيع مختلفة، وتبادل تجاربهم وخبراتهم و معارفهم مع الآخرين.
حتى إذا كان هذا النّوع من المواقع هو في الغالب عمل شخصٍ واحد، فإن الغرض منه هو المشاركة، و كما يسمح لمؤلفه بالتّصحيح والتّطور من خلال المراجعات ، فإنه يسمح للآخرين بالوصول إلى تجارب متنوعة لم يكونوا ليعرفوها بدون الموقع المعني. هكذا يمكن القول أن من ليس له موقعٌ خاص أو مدونة سوف لن يترك شيئاً للتّاريخ و يتوجّب على كلّ إنسان واعٍ أن يترك بصمته على صفحات الإنترنت مثل الملوك والمشهورين من قبل الّذين تركوا أثراً خاصّاً بهم ،فمن لم يترك بصمته لا يذكره التّاريخ.
0 تعليق