ما هي أنواع الحب التي عرفتُها؟

هل عرفتَ الحب يومًا؟
سألوني هذا السؤال، فأجبت: “عرفتُ ثلاثة أنواع من الحب، لم أختبر غيرها. ربما سأقابل أنواعًا أخرى يومًا ما، لكنني سأختصر حديثي الآن في هذه الثلاثة فقط.”

1. الحب الهلامي

حب غريب وعجيب، لا يخضع لمنطق ولا لعرف، يحدث فجأة دون سابق إنذار، يجمع بين المتناقضات؛ فهو حلو ومر، مفرح ومحزن، قوي وضعيف، لطيف وجامح في آنٍ واحد.
حين يقع الإنسان في هذا الحب، يصبح بلا عقل ولا كرامة ولا إرادة، أشبه بعبدٍ ذليل، يُسلب منه التحكم بنفسه، فيتعلق بشخصٍ قد لا يستحق، ويبرر له كل شيء، تمامًا كما يفعل المتدين مع إلهه.
أعتبره حالة مرضية غير متّزنة، تمنح الشخص لحظاتٍ من السعادة الوهمية قبل أن يسقط في دوامة من المعاناة.

2. الحب الشهواني

هو ذلك الحب الذي تحرّكه الرغبة؛ سواء كانت رغبة في التملك، في الجنس، أو في إشباع غريزة معينة.
هذا النوع هو الأكثر شيوعًا بين الناس، لكنه حبٌ زائل، ينتهي فور تحقيق الهدف. يشبه أن تحب أغنية، أو شخصًا، أو شيئًا ما بشغف، لكن بمجرد الحصول عليه تفقد اهتمامك به.
يتحكم بهذا الحب العُرف، المظاهر الكاذبة، الخداع، والخديعة، تمامًا مثل السياسة والسياسيين، يمكننا تسميته بـ “خبث بشري”.
إنه حبٌ قائم على المتعة اللحظية، لا على الاستمرارية، وغالبًا ما يترك خلفه إحساسًا بالفراغ.

3. الحب المصلحي

هو الحب العقلاني، أو الحب القائم على التوافق والمصلحة المتبادلة.
رغم أن البعض يعتبر “المصلحة” أمرًا مشينًا، إلا أن هذا النوع من الحب هو الأنجح والأكثر استدامة. فالمصلحة لا تعني دائمًا المال، بل قد تكون نفسية، اجتماعية، أو حتى عاطفية.
هذا هو الحب الذي يقوم عليه ارتباط الأهل والأصدقاء، حيث لا يكون هناك استغلال، بل تبادل للأخذ والعطاء، وتفاهم مبني على الشفافية والوضوح.
إنه حبٌ يشبه التجارة الناجحة؛ عرض وطلب، ربح وخسارة، شراكة متوازنة. يستمر ما دامت المصالح مشتركة ومتوازنة، وينتهي عندما تختل المعادلة.

أي حب هو الأفضل؟

بعد كل التجارب التي مررت بها، وجدتُ أن النوع الثالث، “الحب المصلحي”، هو الأنسب لي والأصلح للعلاقات طويلة الأمد.
هو الحب الذي لا يعتمد على المشاعر العمياء، بل على الوعي والمسؤولية.
صحيح أنه صعب التطبيق في مجتمعاتنا التي لا تفهم سوى الحب العاطفي التقليدي، لكنه الخيار الأكثر استقرارًا، والأقرب إلى الواقع، وهو مفهومٌ لا يدركه إلا القليل من الواعين والمثقفين.

ختامًا

الحب ليس شعورًا مقدسًا أو هبةً من السماء، بل هو تجربة إنسانية متعددة الأوجه، تختلف من شخصٍ لآخر.
وما ينجح في حياة شخص قد لا يكون مناسبًا لآخر. الأهم هو أن نفهم ذواتنا واحتياجاتنا، ونختار الحب الذي يتماشى مع وعينا وقيمنا، لا الحب الذي يفرضه علينا المجتمع أو العادات.

يمكنك القراءة أيضًاالزواج: نحو الأفضل أو الأسوأ

Pin It on Pinterest